"المسار الجانبي" لم يعد جانبياً.. ما الذي يتبقى من "الشرعية" مع "التحالف"؟

تقارير - Friday 17 July 2020 الساعة 12:31 am
عدن، نيوزيمن، أمجد قرشي:

مرة أخرى سيحل ثالث ثلاثة رسل الشرعية إلى مسقط، في مسقط. في ظروف لا تكاد تختلف كثيراً عن أجواء حملت الثلاثة معاً إلى العاصمة العمانية في أواخر سبتمبر من العام الماضي؛ عندما انفرد نيوزيمن يومها بتقريرين متتاليين كشفا عن تبلور وعمل ما أطلق عليه "المسار الجانبي".

وبينما تشارك جباري والميسري والجبواني في تلك الجولة التصعيد إعلاميا وسياسيا ضد التحالف واختطاط المسار العماني أو ما عرف بخلية مسقط، فهذه المرة يتزامن تصعيد جباري مع وزير المياه والبيئة -المعلق أو السابق- عصام شريم الذي اتهم التحالف السعودي بتقويض الشرعية وخدمة الحوثيين.

اللاعبون في مسار مسقط باتوا أكثر جرأة وعددا ومجاهرة بالاصطفاف، بعد عام تقريبا من تدشين المجاهرة بالاصطفاف المحوري لتحالف مواز أخذ يزاحم التحالف العربي؛ على خط أنقرة-الدوحة- مسقط.

عبدالعزيز جباري، مستشار الرئيس هادي ونائب رئيس مجلس النواب وهو إلى ذلك يستخدم صفته رئيسا لحزب اسمي وجوده في الورق فقط، انتقل من الرياض إلى مأرب على وقع انتقادات شديدة وجهها للتحالف ومسار محادثات إنفاذ اتفاق الرياض واحتواء الحرب جنوبا في أبين.

>> في "المسار الجانبي" بعيداً عن التحالف: رُسُل ورسائل "الشرعية" من مسقط

وبدا في الإعلام ومواقع التواصل أن خطوة جباري التي اتسمت بالدعاية والتشييع الاستعراضي والتهليل لاجتراح بطولي بمغادرة الرياض مغاضبا إلى مأرب، أياما قبل أن يظهر في عاصمة شبوة إلى جوار محافظها ابن عديو القطب الإصلاحي/الإخواني المكمل لخلية ومسار جباري والميسري والجبواني.

من مأرب وبعد وصوله نشر جباري رأيا مثيرا جدا ولافتا بحثه الحوثيين على التشارك في الوصول إلى سلام ينهي دوافع ومبررات "تدخل الطامعين" أو بهذا المعنى، في إشارة مباشرة للسعودية أو للتحالف العربي بقيادة السعودية.

ظهر جباري في شبوة، بينما كان متوقعا أن يقيم في مأرب، حسب ترويجات ومزاعم المشايعين المشيعين لتحركات اللاعب الذماري - الذي استثار في مأرب حزازات وانتقادات قبليين وسياسيين جاهروه نشرا برفض التحركات والزيارة على حساب مأرب التي تقاتل جحافل الحوثيين على أبوابها ومعظمهم من ذمار، بحسب الناشط خالد بقلان.

وربما أن عتق ليست إلا محطة ترانزيت في الطريق إلى مسقط عبر المهرة، كما تفيد المعلومات التي تحدثت عن انتقال في الصدد إلى العاصمة العمانية.

تحركات جباري تتزامن مع تحركات الجبوبي الذي يرعى إنشاء وتكثير منتسبي معسكرين أو لوائين عسكريين مستحدثين، على الأقل في شبوة، منذ عدة أشهر بدعم وتمويل قطري ولحساب توجهات الاستدعاءات المتزامنة والمتزايدة للتدخل التركي.

> حصري - رئاسة "الشرعية" غافلت الرياض وأضمرت "التمرُّد" على التحالف -مبكراً- وفعَّلت مساراً جانبياً

بينما يكمن الميسري وراء دفة معارك أبين وهدنتها الهشة بموازاة مجريات محادثات تخليق تفاهم واتفاق بين المشاركين في محادثات الرياض المتواصلة دون مؤشرات على ولادة قريبة.

دخل وبقوة على الخط، كلاعب رديف، الوزير المغرد عصام شريم، الذي يعرف نفسه كأحد أنصار ومحسوبي الرئيس هادي، وباشر التحالف والسعودية باتهامات صريحة وقاسية وغير مسبوقة عبر قناة الجزيرة القطرية.

اتهم شريم، المملكة العربية السعودية "بتقويض الشرعية اليمنية، وقصف صنعاء بدون أي مبررات". وقال في برنامج "بلا حدود"، إن "السعودية هي الداعم الكبير للحوثيين، والسبب الرئيسي في تنامي دورهم الإقليمي". وخلص إلى القول: "نار الحوثي ولا جنة التحالف السعودي".

هذا الهجوم جهة التحالف والرياض، من على منابر المحور القطري؛ ليس مفاجئا، ولكنه يأتي في سياق التوقعات الطبيعية والموضوعية من وقت مبكر باتجاهات رياح رجال الدوحة ومسقط وحلفاء أنقرة في داخل الشرعية أو ضمن معسكر وجناح الاختراق القطري العميق بواسطة إخوان الشرعية.

هذه المعطيات تتفق مع ما كان ضرب لها موعدا قبل عام من الآن نيوزيمن: "غداً (في المستقبل) سوف تنشأ وتنشط حملة إخوانية مسعورة للمطالبة بطرد السعودية من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بقيادة السعودية.

>> قرار قطري وحملة إخوانية في الانتظار: "طرد السعودية من التحالف"!

بجمع هذه المعطيات إلى بعضها سوف نستذكر بالضرورة تحركات ومعطيات الجولة السابقة لرسل الشرعية في مسقط، في أواخر سبتمبر الماضي.

حيث انتقل ثلاثة من قيادات الشرعية ومساعدي الرئيس هادي إلى العاصمة العمانية مسقط في توقيت حساس ولافت، بعد أيام قلائل من تصدر ثلاثتهم حملة تصعيد لم تعد مقتصرة على الإمارات بل شملت أيضا السعودية والتحالف والدعوة إلى مغادرة الجميع اليمن وإنهاء التدخل. ولعب التوقيت مجددا ضد "النوايا الحسنة" بالنظر إلى تزامن وتداعيات (هجمات 14/ 9) ضد منشآت أرامكو النفطية.

ثلاثتهم، الميسري وجباري والجبواني، ظهروا، فجأة، في صورة جماعية -رسلاً- بعد وصولهم العاصمة العمانية؛ البلد غير العضو في تحالف دعم الشرعية، انتقالا من عاصمة التحالف. وحيث يتمتع الحوثيون ووفدهم بإقامة طويلة واعتبرت مسقط مقرا لهم على مدى سنوات الحرب وفي لقاءات وجولات المبعوث الأممي والمسئولين الغربيين.

وقد جرت مذاك، وخلال أقل من عام، سيول جارفة؛ استجدت انكسارات عميقة في أرضية التحالفات واستبدلت بأخرى، وطرأت عناوين المد والمدد التركي أكثر فأكثر، وتفجرت جبهة ريف تعز والحجرية، تزامنا مع معارك أبين واستهدافات متتالية جهة حضرموت، ومعسكرات تمولها قطر في شبوة وتعز.

وتبقى استجابة قيادة الشرعية العليا ومن خلفها قيادة التحالف بطيئة أو على أقل تقدير غير مفهومة ومحل غموض، إزاء كل هذا الذي يتراكم ويراكم الإشكالات والمسارات.