علي.. خرج باحثاً عن لقمة العيش لأطفاله فأفقده لغم حوثي حياته

المخا تهامة - Sunday 26 July 2020 الساعة 10:56 am
الحديدة، نيوزيمن:

في قرية المجيليس بمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، كان علي يوسف يعيش مع أطفاله السبعة، في بيت متواضع يفتقر إلى أبسط المقومات الأساسية، وكان السند والظهر لأولاده الذين لم يبلغوا سن الرشد.

كان يستيقظ من نومه مبكراً كل يوم ليشغل محرك شاحنته التي يتخذها مصدراً في توفير قوت أطفاله، من خلال نقل مواد البناء ويعود مساءً وبيده شيء يسد به جوع أطفاله الصغار، لكنه لم يكن يعلم بأن ألغام الموت الحوثية ستدفعه حياته ثمن بحثه عن لقمة العيش.

ففي 16 يونيو من العام الجاري خرج علي صباحاً يسعى في طلب الرزق الحلال كسائق الشاحنة ينقل لأحد زبائنه النيس (الكري)، وفي هذا اليوم ترصد الموت الرابض تحت الأرض لشاحنة "علي" في منطقة الطور بمديرية بيت الفقيه ليحصد روحه الطاهرة، في مشهد تراجيدي يتكرر مع معظم الأهالي في الحديدة بشكل يومي.

يوسف علي، والد الشهيد، يقول "خرج ابني يشتغل لتوفير مصاريف أولاده ثم انفجر به لغم من ألغام الحوثي. أضاف، لم يكن بوسعي إلا أن أحمد الله على ما كتبه ربنا. 

أربعون يوماً مرت على أطفال علي السبعة ولا وجود لمعاني الطفولة في حياتهم؛ منذ آخر مرة رأوا فيها أباهم الذي استشهد في سبيل لقمة العيش، وتغدو العقد النفسية على ملامح وجوههم عندما يتحدث أحد عن والدهم.

"يتاما.. يتاما.. ما معاهم أحد" بهذه الكلمات تحدث علي أحمد شامي، خال الأطفال الذين حرموا من العيش بسلام مع أبيهم كبقية أطفال العالم. 

يضيف، إن علي كان لديه شاحنة وكان ينقل النيس لمواطن يدعى محمد شاكر وانفجر به لغم زرعه الحوثة وخلّف سبعة أطفال أصبحوا يتامى وليس لديهم مصدر دخل وزوجته تعاني من القهر.

حكاية علي يوسف ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك مئات العائلات تعيش مأساة الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في أغلب مناطق ومديريات ومدن الحديدة.