5 مليارات دولار أضرار انفجار بيروت.. 100 قتيل وآلاف الجرحى والمفقودين و300 ألف مشرد

العالم - Wednesday 05 August 2020 الساعة 06:59 pm
نيوزيمن، وكالات:

بات نحو 300 ألف شخص في بيروت من دون منازل، كما قال محافظ العاصمة اللبنانية مروان عبود الأربعاء بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ المدينة مخلفا أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح.

قال محافظ بيروت مروان عبود الأربعاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن ما "بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية الثلاثاء مسفرا عن مقتل أكثر من مئة شخص وأربعة آلاف جريح.

وقدر عبود كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار أن تصدر التقارير النهائية عن المهندسين والخبراء. وقال: "نحو نصف بيروت تضرر أو تدمر.. إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها".

وأعلنت السلطات العاصمة اللبنانية مدينة "منكوبة" بعد الانفجار الذي قالت الحكومة إنه نتج عن تخزين 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم في مستودع في مرفأ بيروت، فيما قال المعهد الأمريكي للجيوفيزياء إنه سجل كزلزال بقوة 3,3 درجات على مقياس ريختر.. جراء الانفجار الذي هز كل لبنان وصولا الى جزيرة قبرص على بعد 200 كلم. 

وقال رئيس الوزراء والرئاسة إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ 6 سنوات دون إجراءات سلامة.

الى ذلك كشف مصدر مسؤول لرويترز ان التحقيقات الأولية بشأن انفجار مرفأ بيروت تشير إلى "سنوات من التراخي والإهمال هي السبب في تخزين مادة شديدة الانفجار في المنشأة".

وقال المصدر: "إنه إهمال"، مضيفا أن مسألة سلامة التخزين عُرضت على عدة لجان وقضاة ولم يحدث شيء لإصدار أمر بنقل هذه المادة شديدة القابلية للاشتعال أو التخلص منها.

وأشار المصدر إلى "حريق شب في المستودع رقم 9 بالميناء، وامتد إلى المستودع رقم 12، حيث كانت نترات الأمونيوم مخزنة".

وكان موقع "شيب أريستيد"، وهو شبكة تتعامل مع الدعاوى القانونية في قطاع الشحن، قد قال في تقرير في عام 2015 إن السفينة "روسوس" التي تبحر رافعة علم مولدوفا، رست في بيروت في سبتمبر 2013 عندما تعرضت لمشكلات فنية أثناء الإبحار من جورجيا إلى موزامبيق، وهي تحمل 2750 طنا من نترات الأمونيوم.

وقال إنه بعد التفتيش، مُنعت السفينة من الإبحار ثم تخلى عنها مالكوها بعد وقت قصير، مما دفع دائنين مختلفين للتقدم بدعاوى قانونية.

وأضاف: "بسبب المخاطر المتصلة بإبقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة، قامت سلطات الميناء بنقل الشحنة إلى مستودعات الميناء".

ومادة نترات الأمونيوم، التي تسببت في انفجار بيروت، مساء الثلاثاء، هي عبارة عن ملح أبيض عديم الرائحة يستخدم كأساس للعديد من الأسمدة النيتروجينية على شكل حبيبات، وأدت إلى العديد من الحوادث الصناعية، منها انفجار مصنع " اي زد اف" بمدينة تولوز الفرنسية عام 2001.

ويمكن أيضًا استخدام نترات الأمونيوم في تصنيع الأدوات المتفجرة.

 ففي 19 أبريل 1995، فجّر تيموثي ماكفي عبوة وزنها طنين من السماد أمام مبنى فيدرالي اتحادي في مدينة أوكلاهوما، ما أسفر عن مقتل 168 شخصًا.

وتزيد هذه الخسائر من معاناة لبنان الذي يحتاج إلى ما يصل إلى 93 مليار دولار لإنقاذ اقتصاده، وفقا لتقرير معهد الدفاع عن الديمقراطية الأميركي.

وصنف التقرير أكبر تحدٍ حقيقي ساهم في تدمير لبنان هو حزب الله وإيران، وخلصت التقييمات النهائية للتقرير إلى أن لبنان بحاجة إلى 93 مليار دولار لإنقاذ البلد، لكنه اعتبر ذلك أمر يستحيل تنفيذه في ظل وجود حزب الله في السلطة، مؤكدا أن أي دعم يقدم حاليا للبنان هو بمثابة دعم لحزب الله.

وفي حين لم يتم بعد تحديد سبب الانفجار، إلا أن التقييمات الأولية - وفقاً لمسؤولين في الاستخبارات الأميركية وفي المنطقة صرحوا لـ"فوكس نيوز" Fox News وأشاروا إلى الكارثة على أنها كانت عرضية.

ومع ذلك، لم يستبعد البعض المزيد من الأصول الشريرة المتعلقة بما كان يجري في الميناء الحسّاس، وما كان يجري تخزينه هناك.

وقالت مصادر متعددة إن معظم العمليات في الميناء كانت تحت سيطرة "غير رسمية" لحزب الله، وظهرت مؤشرات على اندلاع حريق في مستودع للمتفجرات داخل المنشأة. 

كما أشارت عدة مصادر إلى عمليات الجريمة المنظمة داخل الميناء الذي يسيطر عليه حزب الله في المقام الأول، وأن الانفجار قد يكون شمل "حاويات متعددة" ولكنه ليس له علاقة بالإرهاب.

وأشار مصدر استخباراتي آخر إلى أن "هناك احتمالاً بتخزين الألعاب النارية والبنزين والأسلحة معا".

وأضاف "رسميا وقع الانفجار في مستودع الألعاب النارية والبنزين".

 كما أكد المصدر أنه استناداً إلى تحليل الفيديو للانفجارات، فقد وقعت انفجارات صغيرة قبل الانفجار الثاني مباشرة - وهو الأكبر. 

وتشير الاختلافات في لون السحب المتصاعدة أيضا إلى وجود ألعاب نارية، ولكن لم يستبعد وجود أسلحة ومواد محتملة أخرى في المنطقة المجاورة أيضا.

هذا وقد باشرت عدة دول الاربعاء بارسال مساعدات انسانية واغاثية وطبية الى لبنان لتعزيز قدراته في مواجهة تداعيات كارثة الانفجار.