كل شيء بات واضحاً في الحديدة، فهناك تُخاض معركة شرسة بين قوى الجمهورية وفلول الإمامة الكهنوتية الإيرانية، وتعد معركة حياة أو موت بالنسبة للشعب اليمني.. هذه هي الحقيقة بعيداً عن اللف أو الدوران.. فالحرب المحتدمة في الساحل الغربي تكشف عن حقيقة ودوافع وأهداف هذه المعركة ولصالح من.. نعم، إنها معركة بين المعسكر الجمهوري وفلول الملكيين.. بين قوى الحداثة المدافعة عن الحرية والديمقراطية والإخاء والمساواة، وقوى الظلام والتخلف والجهل والإرهاب.. الفرز في الميدان واضح.. هناك قوى يمنية عربية، وشرذمة سلالية عنصرية إيرانية.. ولا يمكن أن تنطلي على الشارع اليمني والعربي المغالطات التي يجري الترويج لها ومحاولة تصوير الحرب في الحديدة على أنها دفاع عن السيادة أو عن عزة وكرامة الشعب.. لا وألف لا.
الفرز واضح جداً، فالحوثي يقود حرباً إجرامية كهنوتية بمليشيات سلالية وعنصرية ذات ماضٍ دموي وتاريخ إجرامي بشع توارثوا جينات نزعات القتل والغدر منذ أن قدموا إلى اليمن من بلاد فارس مع سيف بن ذي يزن أو مع الدعيّ الرسّي.. وبالمقابل يقف الشعب اليمني مدافعاً عن بلاده وثورته ونظامه الجمهوري وعروبته كشعب حضاري عريق شيّد أعظم حضارة في تاريخ البشرية، ومُحال أن يرضخ أقيال اليمن للحوثة الإيرانيين، وها هم حماة الجمهورية يتدفقون بالآلاف لحسم معركة تحرير ميناء ومدينة الحديدة والساحل الغربي وكل اليمن.
أنظار العالم تتجه اليوم إلى ميناء الحديدة لمتابعة لحظات انطلاق قوات المقاومة الوطنية المشتركة والألوية الرئاسية والتحالف لتحرير الميناء من عصابة الحوثي الإيرانية بعد نسفهم لجهود المبعوث الدولي لليمن التي بذلها معهم في محاولة لتجنيب المدينة الاقتتال، مقابل أن يلتزموا بتسليم الميناء وخروج ميليشياتهم من المدينة، لكنهم كعادتهم لا يريدون الحوار ولا إيقاف نزيف الدم اليمني، فهذه أساليبهم منذ الحروب الست، فقد ظلوا ينكثون بكل الاتفاقات ويتبعون أساليب إرهابية لا تختلف عن أساليب داعش.. لقد قرروا الذهاب للتمترس داخل منازل المواطنين في مدينة الحديدة واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.. ولو كانوا يدافعون عن مشروع وطني لبرزوا للمواجهات بعيداً عن المدينة وأهلها.. لكنهم، فعلاً، أثبتوا أنهم مجرد عصابة حاقدة لا يريدون لليمن الخير، ويسعون للانتقام من الشعب اليمني الذي أطاح بالنظام الإمامي الكهنوتي بثورة 26 سبتمبر 1962م، في هذه الحروب العبثية، وفي المقدمة الانتقام من جيش الثورة والجمهورية والوحدة ليتسنى لهم القضاء على النظام الجمهوري ومكاسب الثورة اليمنية..
ليس أمام جماهير الشعب اليمني لإيقاف هذه المؤامرة الكارثية وإنهاء الحرب والحصار ونزيف الدماء إلا تنفيذ وصايا الفارس السبتمبري الشهيد البطل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق قائد انتفاضة الثاني من ديسمبر المباركة، وفي مقدمتها الخروج في ثورة شعبية عارمة للقضاء على عصابة الحوثي الإيرانية التي تهلك الحرث والنسل وتنهب الحقوق وتدمر المكاسب، وطوال أربع سنوات لم تقدم للشعب شيئاً غير بناء مقابر لتفريغ اليمن من شباب الثورة الذين يشكلون كابوساً لهم ويحولون دون تحقيق حلم الحوثي بعودة الإمامة لحكم اليمن..
إن الظروف مهيأة للخروج بثورة شعبية ترفد الانتصارات العظيمة لشعبنا في جبهة تحرير الساحل الغربي، وتعجل بالقضاء على هذه العصابة الكهنوتية، خاصة وأن انتفاضة ديسمبر غيرت المعادلة في الميدان لصالح قوى الجمهورية، وأحدثت قفزة كبيرة في مسار نضال شعبنا من أجل استعادة النظام الجمهورية ومؤسسات الدولة المختطفة، وتتجلى مثل هذه الحقائق على أرض الواقع، ومنها: وحدة صف المعسكر الجمهوري في معركة تحرير ميناء ومدينة الحديدة، فهذا التطور مهم جداً وتاريخي وسيضع نهاية للمؤامرة الإيرانية وأدواتها في اليمن والمنطقة.
على الجميع أن ينظروا بتمعّن لرسالة الحشود العظيمة لفرسان الجمهورية الذين يتوافدون من كل أراضي اليمن للساحل الغربي، ويرسمون لوحة رائعة لثورة وطنية تعبر عن إرادة الشعب اليمني، وهدفهم ليس تحرير ميناء ومدينة الحديدة فقط، وإنما كل التراب اليمني وتطهيره من فلول الإمامة الكهنوتية البغيضة..
الكل مطالبون بالخروج في ثورة شاملة في كل مدينة وقرية والتحرُّر من طغيان العبودية التي يحاول أن يفرضها الحوثي ومشرفوه من فلول الكهنة على الشعب اليمني الحُر.