انتهى زمن إخضاع التهاميين لسلطة الهضبة بالقوة القاتلة.
في ظل دولة أقاليم وحكم ذاتي كامل الصلاحيات ودولة اتحادية سيكون أي تغول أو إقصاء التهاميين أمراً مرفوضاً. والطرف الذي يتولى تلك الممارسات سيجد نفسه منبوذاً مكروهاً محارباً من قبل التهاميين.
سيتصدى أبناء تهامة لأي محاولات لإعادة إخضاعهم ونهب ثرواتهم وتجهيل أطفالهم وشبابهم. وإذا لم تجد دعوات العقلاء والمثقفين التهاميين طرقها للتصحيح وإصلاح الخطأ فسيكون البديل اتساع دائرة الرفض والكراهية المفضية إلى حالة من العنف الانتقامي والذي لاشك بأننا نرفضه لكنه سيكون رغماً عنا كنوع من ردة الفعل المنفلتة وغير المقدور على التحكم التام بها.
في مقايل ومنتديات أبناء تهامة ومجموعات التواصل الاجتماعي هناك إجماع على رفض العودة للوصاية والهيمنة من المناطق والأقاليم الأخرى. هذا الرفض يصل حد مطالبة البعض باستخدام العنف كما حصل في الجنوب عقب تحرير عدن في 2015م وما نجم عنه من عنف تجاوز الظالم والناهب الحقيقي إلى التصفية والتنكيل والنهب من منطلقات جهوية، بغض النظر إن كان من لحقت به تلك الأفعال ظالماً أو مواطناً عادياً كل جريرته أنه ينتمي لذات المنطقة واللهجة التي ارتبطت بالتسلط والعنجهية والظلم للجنوبيين من 1994م وحتى 2015م.
هذه دعوة لأبناء تهامة وخاصة القيادات السياسية والعسكرية والفكرية: عليكم توحيد صفوفكم خلف قيادة واحدة من باب المندب إلى حرض والتمسك بحقوق تهامة وأبنائها كاملة غير منقوصة. وتعريف المجتمع التهامي بها ورفض عودة أي وصاية أو ظلم أو تهميش تحت أي مبرر، والتنبه للمغالطات التي سيتم سلوكها من قبل البعض بذريعة أن الوطن للجميع وكلنا يمنيون ولا للمناطقية ولا للعنصرية. فتلك كلها مجرد مغالطات لا غير.
التنبه، أيضاً، لإعادة تموضع بعض القوى والمناطق والجماعات من باب التعيينات الحكومية أو الحزبية.
حتى الأحزاب السياسية يجب أن تحترم نفسها ولا تقوم بتعيين قيادات لها في تهامة من خارج تهامة. يجب أن يكون قادة الأحزاب والمنظمات في تهامة من أبناء تهامة أنفسهم.
نحن التهاميون اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لحقوقنا ولن نسمح مطلقاً وبتاتاً بتجاوزنا وتهميشنا تحت أي مبرر وبأي شكل.
ونحن على يقين بأن الدولة اليوم تعي ذلك تماماً، ولن تكون طرفاً في ظلم ونهب تهامة وإقصاء التهاميين من حقوقهم المفترضة طبقاً للدستور والقوانين ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
تحية لكل تهامي ناضل ويناضل لانتزاع وحماية الحقوق المشروعة له ولغيره من أبناء تهامة واليمن قاطبة.