حين لم يجد حزب الإصلاح بتعز عنواناً لقضية يهاجم المحافظ من خلالها عبر ناشطيه، فإنه ذهب للحديث عن فساد المحافظ بإنشاء مطب أمام مبنى المحافظة المؤقت، متناسياً أن قياداته أغلقت حارات بكاملها، كما هو الحال في حارة الجهوري التي يسكن فيها القيادي الإخواني "سالم" وغيرها من المناطق التي تسكن فيها قيادات الإصلاح، كما تناسى غلق الشوارع وقطعها لمجرد أن فيها مبنى حكومياً استخدمها كثكنة عسكرية كما هو حاصل في مبنى مكتب التربية في شارع جمال عبدالناصر وسط المدينة على سبيل المثال لا الحصر.
الإصلاح مستاء فعلياً من المحافظ، لكن السبب ليس المطب المستحدث أمام مبنى المحافظة المؤقت، لكن الاستياء ناتج عن المطبات والعوائق الإدارية والسياسية التي وضعها المحافظ في طريق الإصلاح الذي يهدف للاستحواذ على المناصب العسكرية والأمنية والمدنية في تعز بغرض استكمال السيطرة عليها والتى بدأها في عهد المحافظ السابق الذي مكّن الإصلاح من العبث بكل شيء وصولاً إلى تعيين أشخاص غير موجودين حتى في الهيكل الوظيفي للدولة بمناصب مدراء عموم لمكاتب تنفيذية، بالإضافة إلى حالة العبث التي مارسها الإصلاح في المؤسستين العسكرية والأمنية من خلال الترقيم ومنح الرتب بعيداً عن معايير الكفاءة والنزاهة.
الإصلاح مثله مثل أي جماعة دينية تترعرع أكثر وتبني نفوذها في كنف اللادولة وغياب القانون، ولهذا فوجود رجل دولة مثل الدكتور أمين محمود يمثل إعاقة كبيرة لطموح الحزب في الاستيلاء والاستحواذ والسيطرة، لذا فقد كان من غير المستغرب على الإصلاح أن يعلن موقفاً سلبياً من المحافظ، وأن يعمل بكل الوسائل على إعاقته وتطفيشه ومحاربته.
يعمل الاصلاح على الاستقواء بالمال والإعلام والقدرة على الحشد لتمرير خططه ورغباته، ولذا فهو يعارض قرارات المحافظ ويعمل على تعطيلها وينظم المسيرة تلو الأخرى وتحت شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وتحت مسميات مختلفة من "شباب وشابات تعز" إلى "رابطة أسر الشهداء" وصولاً إلى "ثوار وثائرات تعز" والمسمى الأخير هو الاسم الذي سيلبسه الإصلاح لمسيرة الغد.
نتذكر جميعاً المسيرة التي خرجت بحجة رفض طارق عفاش تحت مسمى "رابطة أسر الشهداء" وهي رابطة خلقها الإصلاح بيوم وليلة، حيث التقى المحافظ بعد المسيرة بقيادة الرابطة المزعومة، وخلال اللقاء بهم لم يطرحوا أي شعار مما رفعوه في المسيرة من تلك الشعارات البراقة "رفض تدوير القتلة، رفض طارق عقاش و..." بل طرحت للمحافظ موضوع دعمها بمبنى كمقر لها وبالمال كدعم، وهذه هي الغاية الحقيقية للمسيرة، وهذا هو التفكير البراغماتي لمن سيروها واستغلوا عواطف الشارع التعزي لتمرير مصالح صغيرة وضيقة.
نتذكر أن الناشطة الإصلاحية رفيقة الكهالي قبل أيام كتبت أن منصب المحافظ حق من حقوقها الأولية، وأنها ستقتحم مبنى المحافظة بقوة المقاومة وغيره من الكلام الذي تحول إلى مادة للسخرية والتهجم والضحك، لكني أحب التنويه إلى أن رفيقة الكهالي وعبدالله أحمد علي العديني هما من أصدق الشخصيات في الإصلاح، أي أنهما يقولان ما بالقلب دون رتوش، ويكشفان عما يفكر به الإصلاح فعلياً، وما يخفيه القادة لا تخفيه هاتان الشخصيتان اللتان تعبران بصدق عن سياسة وتوجه الإصلاح، لذا نصيحتنا للمحافظ أن يزيد من حجم وطول المطب لأن الإصلاح عازم على التصعيد ولابد من إعاقته في محاولاته للاستيلاء على تعز التي لن تكون إلا للجميع ولن تكون لطرف واحد.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك