لن تفلح أمة إلا بعد أن تتخلص من الجماعات الدينية، أي أمة ظلت أسيرة لتفسيرات الدين والحياة من الجماعات الدينية، فإنها عاشت أبأس مراحل تاريخها تخلفاً، أي أمة سارت بعد الجماعات الدينية وسمحت لها بالتحكم والسيطرة، فإنها عاشت الجحيم والظلام حتى ثارت وتحررت من كهنوت الجماعات الدينية وبعد ذلك عاشت النور والعلم والسعادةوالرقي والتقدم.
هذا ما يقوله لنا التاريخ بكل وضوح.. الجماعات الدينية هي مرحلة التخلف عند كل الأمم والشعوب... وأن الأمم ارتقت بعد نضالها ضد الجماعات الدينية، فحرر القادة الوطنيون والفلاسفة والعلماء كل ما عبثت به الجماعات الدينية، حرروا الدين نفسه من عبث وتحريف الجماعات الدينية، حرروا المفاهيم ومنطلقات التفكير والعقل، حرروا القيم والأخلاق، وبالتالي تطوروا وارتقت حياتهم وانتقلوا من مرحلة إلى مرحلة أخرى مختلفة، وبالتالي فليس هنالك أمة ارتقت بعد أن قدمت تضحياتها الكبيرة ونضالاتها العظيمة ضد الجماعات الدينية، وكانت هذه معركتها المقدسة، إلا واستأصلت أي عودة للدوامة السابقة من جديد، فلم يسمح أحد بإعادة الجماعات الدينية من جديد، ولا بإعادة سيطرتها، ولاسلطتها وكهنوتها، وهكذا توصلوا إلى فصل الدين عن الدولة وعن السياسة.
وهكذا نحن مازلنا نعيش دوامة وإرهاب الجماعات الدينية ، ولن نستطيع الرقي والتقدم وتأمين حياتنا في ظل وجود وسيطرة الجماعات الدينية.
وهنا معركتنا القومية والوطنية المفصلية، فهي معركة وجود، ومعركة أمة بكل نضالاتها وتراكماتها، ومعركة حياة أو موت، معركة بين الأمة وأعدائها.
معركة بين العقل والكهنوت، بين التخلف والتقدم، معركة بين التطلع لمستقبل مشرق للأمة وبين العودة بالأمة إلى العصور الظلامية.