محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

طاغوتية وتوحش "الحوثية"

Saturday 27 October 2018 الساعة 10:19 am

اقتحام مرتزقة المليشيات ندوة مفتوحة في صنعاء واعتقال هامات إعلامية وفكرية كالأستاذ عبدالباري طاهر وزملائه: محمد يحيى جهلان، وعادل عبد المغني، وأشرف الريفي، واربعة عشر صحفي آخرين، يؤكد أن هذه الجماعة قائمة على الجهل والتّدجين وأن الكلمة الحُرّة تُرعبهم حتى وإن لم تكن ضدهم، فهم لا يريدون لأحد أن يتكلم -حتى بالتسبيح والتحميد والبكاء على الوطن- إلا تحت إشرافهم وبما يريدون، وهذه طاغوتية غير مسبوقة في بلادنا!

نعم سيطلقون سراحهم أو يطلقون بعضهم، بعد أن وَصَلت رسالة التَّرهيب إليهم وإلى غيرهم، ليكتموا ما بقي من أنفاس الأحرار، وهذه من أساليب القمع التي يتفننون فيها مع المعلمين ورجال الدين وخطباء المساجد والمنظمات الإنسانية والحقوقية وكل من له صوت يُسمع!

ليس بإمكان أي متسلط فرض خصوصيته السياسية أو الاجتماعية أو الدينية، إلا بواسطة مُرْتَزَقة يجمعون بين أمرين:
1- غَبَاء وجهل مُفرط، يقودهم بالسِّمع والطاعة كالبهائم، فلا رأي لهم مع رأي زعيمهم ولا قول لهم بعد قول سيدهم، فقد وطّنوا أنفسهم على أن كُبَراءَهم لو خاضوا بهم مستنقع المهالك لخاضوه معهم، ولو ضربوا بهم وُجُوه أهلهم وذويهم لقاتلوهم وجرجروهم إلى السجون وفجّروا دُوْرَهم وهم يطلقون صيحات التكبير ويرفعون شارات النّصر.

2- انعدام ضَمِير وتَوَحُّش لا يرقبون معه في الإنسان إلّاً ولا ذِمّة، فلا يهمهم -في سبيل طاعة مولاهم- أن يموت الإنسان قتلاً أو جوعاً أو خوفاً أو إهمالاً، ولا يكترثون لخراب الأوطان، ولا يهمهم ضياع أحلام الأجيال، المهم أن تتحقق مآربهم السلطوية الخاصة، ولو على جماجم الشعوب ورُفات المجتمعات.