جلال محمد

جلال محمد

الضغط الإنجلوأمريكي للإبقاء على ذراعهم الحوثي

Sunday 11 November 2018 الساعة 06:12 pm

قال لي أحد المقربين من مراكز النفوذ في جماعة الحوثي الكهنوتية في رمضان ومع دخول قوات المقاومة الوطنية المعركة جنباً إلى جنب مع إخوانهم البواسل في قوات العمالقة والمقاومة التهامية، قال بالحرف "لن يأخذ طارق الحديدة، ولن تأخذها الشرعية". قلت له حينها لماذا؟! ألهذا الحد تستخفون بالرجال وبما دفعتم الناس إليه من حقد ونقمة ضدكم! إلا أنه رد بكلام لم أصدقه في بادئ الأمر، خصوصاً أنه قال "لن يقدم هادي أو طارق صالح، للأمريكان ما نقدمه لهم نحن، ولن تحصل أميركا على فوائد وعائدات أكثر مما نقدمها لهم".

يعلم الله أنني استغربت حينها لكلامه، وقلت لعل الرجل يشطح كعادة جماعته، أو أن "رمضان زاد عليه" مما جعله يتباهى بالتبعية والعمالة المنقطعة النظير لأميركا التي يرفعون شعار الموت لها وبسبب ذلك الشعار غرروا بالآلآف من الشباب اليمني لمحاربة إخوانهم اليمنيين، تحت ذريعة محاربة عملاء أميركا.

ولأن الحياة والأيام كفيلة بكشف المستور والمستخبي، كما تقول الأمثال، ها نحن اليوم نسمع عن كمية الضغوط الغربية "الأمريكية و البريطانية خصوصاً" على قيادات الجيش والمقاومة الوطنية لإيقاف أي تقدم من شأنه تحجيم الجماعة الحوثية واستعادة المدن والمحافظات الواقعة تحت سلطتها الكهنوتية، ورغم معرفة تلك الدول خصوصاً والمؤسسات الدولية بشكل عام ما ترتكبه جماعة الحوثي من جرائم بحق الإنسان اليمني قتلاً ونهبا وتجويعا، وما خلفته من مآس لا يغفل عنها أي عاقل ومنصف، إلا أن المجتمع الدولي ودول النفوذ العالمي تتغاضى عن ذلك سريعاً لمجرد تحقيق أي تقدم عسكري يحرر اليمن من كهنوت المليشيا ويقضي على انقلابها وسيطرتها المليشاوية على مؤسسات الدولة.

فبالأمس القريب سمعنا الإشادات التي "تقيأها" غريفيث لقائد جماعة الحوثيين، ومدى ثقته فيه وتصديقه لقوله، ولا نعرف أي ثقة ومصداقية يتحدث عنها غريفيث، هل ثقته في أن عبدالملك وجماعته هم الأمناء المخلصون لتنفيذ مخطط تدمير اليمن، أو الصادقون في خلق النعرات والحروب وتنفيذ كل ما يناط بهم من سحق للمواطن اليمني!!
و لم يكتف غريفيث الذي "خذلته" تصرفات الجماعة الحوثية أكثر من مرة ومنعته حتى من إقامة مؤتمر صحفي له في صنعاء في إحدى زياراته، لم يكتف بتبرير كل خداع وألعاب الحوثيين، بل ذهب إلى حد التهديد باستخدام القوة الدولية لإيقاف ما أسماها "معركة الحديدة".

تهديد غريفيث لم يأت من فراغ، أو اعتباطاً أو من منطلق خوفه على اليمن واليمنيين، رغم معرفته أن معركة الحديدة ضرورة أخلاقية وسياسية وعسكرية وإنسانية لإيقاف الفساد والنهب الحوثي لكل ما يصل لميناء الحديدة، إضافة إلى أن السيطرة على الحديدة يعني قطع الحبل السري الذي يمد الحوثيين بالسلاح، وكل ما يطيل أمد الحرب في اليمن، ما صرح به غريفيث وتضغط من أجله بريطانيا وأميركا يهدف للإبقاء على "الحوثي" ليس كمكون سياسي وفق حجمه الطبيعي، بل يراد له أن يظل الخنجر المغروس في خاصرة الوطن والشعب، واليد الطولى التي من خلالها تمرر أميركا وبريطانيا مخططاتهم الضارة باليمن والمحيط العربي الخليجي عموماً.

تعرف الأمم المتحدة "الراعي الرسمي" لاستدامة بؤر الصراع في العالم، وبريطانيا وأميركا أن ضغوطاتهم لا يمكن لها أن تجلب السلام الذي لا تؤمن به الجماعة المحببة لديهم، ويدركون أن الشعب اليمني كشف اللعبة منذ بدايتها بين الغرب والحوثيين، وزيف الشعار المرفوع وهشاشة المواقف الدولية المتخذة تجاهه، ويدركون تماماً أنه ستأتي لحظة لا يتوقف الجيش والمقاومة والشعب تحت أي ظرف عن استعادة كل شبر تسيطر عليه هذه الجماعة الكهنوتية التي لم تراع إلاً ولا ذمة، مهما كانت الضغوط، كما يدرك الشعب اليمني أن الأمم المتحدة ومنظماتها وأميركا وأذرعها يقدمون كل الدعم للجماعة الحوثية لوجستياً وتسليحاً ومعلوماتياً، ومن كان يظن أن أميركا في عداء مع إيران وعملائها في المنطقة بناءً على شعارات العداء المرفوعة فهو واهم، وعليه أن يتذكر فضيحة "إيران كونترا".

وهذا أنا اليوم أجد ما قاله لي صديقي صحيحاً، وما النواح الذي يتصاعد في أروقة الأمم المتحدة وغرف الـ M6 البريطانية ووسائل الإعلام القطرية والأمريكية الممولة قطرياً كـ"واشنطن بوست" التي فتحت مصراعيها للحوثيين وناطقها وكبير الإرهابيين فيها ليكتبوا وينقلوا تصريحاتهم إلا خير دليل على أن الـ CIA الأمريكية تُدير لعبة قذرة وتعمل جاهدة للضغط على السياسة الأمريكية لعمل ما بوسعها للحفاظ على الحوثيين الخنجر الصهيوغربي الذي سيفتك باليمن ودول الجوار وفق المصالح الغربية إن لم يتم تحجيم دوره وإعادته لحجمه الطبيعي أو ترك الشعب والجيش اليمني يعملون بطريقتهم الخاصة لاجتثاثه وباللغة التي تفهمها هذه الحركة.