جلال محمد

جلال محمد

الشعب في المزاد السياسي

Wednesday 14 November 2018 الساعة 02:17 pm

الساسة نخاسون، والمبادئ وهمية لدى الكبار، الشعوب سلع، ومآسيها يتم التعامل معها كبورصة مالية، تخضع للعرض والطلب، والمضاربات في سوق النخاسة الذي يريده سادة وعبيداً، آمراً ومأموراً.

لا وجود للشعب وآماله وطموحاته في حسابات الساسة، كما لا وجود للوطن في حساب أغلب التيارات السياسية، الكل يقامر ويكابر، والمواطن يدفع الثمن دماً وجوعاً، ومرضاً وموتاً، وأمام كل جنازة تعبر للدار الآخرة، يذرف الساسة دموع الحسرة.. لماذا يا الله جنازة واحدة، ليتك أخذت الشعب لنرتاح منه!!

ولذلك علينا أن لا نكثر الأماني والأحلام، ففي المزاد السياسي.. الأحلام والطموحات مشتتة بين بائع ومشتر.. وراغب ومرغوب.. ولافظ وملفوظ.. كم ضاعت قضايا ومصالح للشّعوب..!

تلك هي الحال حين يكون السّاسة وولاة الأمور ومصالحهم الشخصية والحزبية في واد.. ورعاياهم في واد.. لتزداد الهوّة سحقا والفجوة اتّساعا مع تفاقم الخيبات وتتالي النّكسات والشعور بالإحباط..

عندما تجد الشعوب نفسها موكولة بأوجاعها وهمومها ومشاغلها تجابه لحال سبيلها تعقيدات وصعوبات وتحدّيات لا أوّل لها ولا آخر، وتعاني من جروح أثخنتها بها الحروب العبثية والصراعات الدامية التي لم ترحمهم يوماً..

بينما تستعر حرب التموقعات بين نُخب معزولة تماماً عن واقع شعبها المرير وعن متطلّباته وحاجياته الأكيدة، تشغلها عن طموحاته طموحاتها ورغباتها الذاتية، في ساحة سياسية دأبها الكرّ والفرّ والدسائس والصراعات والتجاذبات، والتنافس الكبير في العمالة وتنفيذ مخطط مضر بالوطن والشعب.

أبعد كلّ هذا يتعجّب المتعجّبون مما آلت إليه أمور اليمن، وشعب اليمن؟!!

فإن علا الصّراخ في المزاد.. وإن اشتبكت الألسن والأيادي.. ونادى المنادي.. فليس لأكل وليس لزاد!!
وليس لإطعام جوعى العباد!!
فجوعى الكراسي يتضوّرون وعلى المناصب يتكالبون ويتناحرون، وفي تنفيذ مخططات الخارج المذهبية أو التمزيقية بكل قوة يجتهدون..!
والحال يدعو للرّثاء...

فما بال المرضى لا يستشفون بالصّبر خير دواء..؟!
وما بال الجياع لا يتصدّقون بجوعهم على الفقراء..؟!
الحلّ موجود ولا يستحقّ هذا العناء!
فلا تجهدوا النّخب بكثرة الطّلب!
لهم المناصبُ والمكاسبُ والغنى،
ولكم على ما اصطبرتُم جزيل الشّكر والثّناء..