محمد عبده الشجاع

محمد عبده الشجاع

تابعنى على

خارج سياق الحياة والتاريخ... متى هُزِمَت جماعة الحوثي؟

Friday 16 November 2018 الساعة 03:28 pm

يتحرك الأنصار، وما هم بأنصار مثل الطفيليات تتلاشى هنا لتظهر هناك، وبفعل البرودة والبارود وأحوال طقس السياسية، ومناخ المجتمع الدولي، وحسابات إقليمية كارثية، تستمر هذه الطفيليات في تدمير كل ما له علاقة بالحياة والقيم، معتقدين أنهم سيتسيدون العالم، ويسيطرون على الجزيرة العربية والخليج، وصولاً إلى إسرائيل ومن ثم أمريكا، غير مكترثين ولا عابئين بالدوائر التي تدور، ولا حتى سنن التدافع.

سقطت الإمبراطورية العثمانية، وسقط الاتحاد السوفييتي، سقطت ألمانيا، وسقطت العديد من الأحلاف والتجمعات والاتفاقات، فمن أنتم إذاً وقد سقطتم أخلاقياً، وإدارياً، وسياسياً، واجتماعياً، منذ اليوم الأول للحرب الأولى التي افتتحتموها في صعدة، تعاطفت معكم معظم القوى السياسية نكاية بالنظام، برغم أن النظام يومها وحتى الحرب السادسة وهو يتعامل معكم كمواطنين لكم حق الحرية، وخطابات الشهيد صالح شاهدة على ذلك.

اليوم تتوالى الانشقاقات في صفوفكم، وهذا أمر مخز وبديهي بعد أربعة أعوام من السقوط الأخلاقي، وإدارة البلد بالحديد والنار، وعقلية الإمامة المتخلفة والرجعية.

الظروف الداخلية والخارجية التي ساعدتكم على الاستمرار لم ولن تكون كافية للسيطرة على الجغرافيا، وقيادة دولة بكامل أركانها لو كنتم تعقلون.

اليوم الوزارات أصبحت إدارياً تتبع عوائل من بيت الشامي، والمتوكل، والمؤيد، والمداني، وهذا يأتي خارج السياق الإداري الذي انتهج منذ قيام الوحدة اليمنية وما قبلها.

والسؤال هنا، وهذا للتاريخ، متى سقطت جماعة الحوثي؟
الحديث عن سقوط فعلي حتى اللحظة غير وارد، لكن المجريات تقول التالي:

سقطت هذه الجماعة أو هُزمت حين اعتقدت أن مشروعها سيمرر عن طريق مزيد من الدم والقهر، والسلب والنهب والفوضى؛ تحت مسميات السيادة والكرامة التي أراقتهما في كل حي وشارع، وفي كل قرية ومدينة.

وبعيداً عن التخوين، والارتزاق، والعمالة، والعدوان، وأمريكا وإسرائيل يمكننا القول إن الحوثية هُزمت؛ يوم تجرأت على إعادة تدوير الإمامة المتخلفة، وفرض الجباية لصالحها في صعدة.

الحوثية هزمت مع أول رصاصة أطلقتها في دماج.
هزمت يوم قامت بعملية جرف للأقلية اليهودية؟ والتنكيل بهم، ونهب ممتلكاتهم وطردهم خارج بلادهم الأم.
الحوثية هزمت يوم دخلت صنعاء تحمل ثأراً قديماً لهذا الشعب والوطن، مكبلة بالعصبية، والمذهبية، والسلالية المقيتة.
الحوثية هزمت يوم وضعت في برامجها أن تحويل البلد إلى زريبة وجغرافيا إقطاعية معزولة عن العالم هو الحل.
الحوثية هزمت يوم هتكت الأعراض والبيوت، والمعسكرات والصناديق السيادية، والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.
الحوثية هزمت يوم ظنت أنها كل الشعب، وكل الناس، وكل الدين، وكل القرآن، وكل آل البيت وآل هاشم.
الحوثية هزمت يوم بدأت بتفجير بيوت الآخرين، والجوامع والمدارس.
الحوثية هزمت يوم سلمت البلاد لمجموعة صعاليك ليس لديهم أي رؤية أو مروءة.
الحوثية هزمت يوم بدأت بالزحف على تعز وعدن، وإب والحديدة، والضالع ومارب والجوف.
الحوثية هزمت يوم عطلت الدستور ومجلس النواب، والحوار الوطني ومجلس الشورى.
الحوثية هزمت يوم أقصت كل الأحزاب وجيرت كل شيء باسمها.
الحوثية هزمت يوم احتكرت الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، لصالح توجهها ومشروعها الأحادي.
الحوثية هزمت يوم قتلت "علي عبدالله صالح" ونائبه "عارف الزوكا" وأبقت السجون تعج بالأبرياء وضحايا الحريات، والتعبير عن الرأي والرأي الآخر.
الحوثية هزمت يوم اعتقدت أن من السهل الكذب على المجتمع الدولي والناس بأن لها حاضنة واسعة وسط هذا المجتمع.
الحوثية هزمت يوم أفصحت عن غبائها وورطت معها ليس الهاشمية السياسية الحاكمة والحالمة بالمجد كله وحسب، وإنما حين فخخت المناطق الزيدية، والفكر الزيدي، وأحلام الزيود عموماً.
الحوثية هزمت يوم اتخذت من الهالك حسين بدر الدين الحوثي نبياً جديداً وجيفارا مخلصاً.
الحوثية هزمت يوم دفعت بكل محيطها الداخلي الذهاب إلى الضفة الأخرى هرباً من بطشها وغبائها.
الحوثية هزمت يوم فكرت بأن تسليم الرواتب ليس من شأنها طالما وأن البنك قد تم نقله.
الحوثية هزمت يوم فتحت دروب الحرب بهدف تدمير البنية التحتية والمجتمع ككل.
الحوثية تهزم الآن وهي تحافظ على تاريخها البشع خلال السنوات الأربع الأخيرة من خلال الاستمرار في الظلم.

الحوثية تهزم في كل لحظة تتعامل فيها خارج نطاق العقل والواقع!.

أما الخلاصة اليوم، على القبائل التبرؤ من هذه الجماعة وإعادة الاعتبار لخصوصياتها، وحفظ ما تبقى من ماء وجه أمام القبائل الأخرى، وترميم الصورة التي ظهرت بها وخاصة بعد مقتل الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح دون أن تحرك ساكناً.

وما المعارك القادمة إلا تحصيل حاصل، وكسر عظم، ومن لا يدرك ذلك فهو إما شخص متعصب مذهبياً وفكرياً، أو أنه لم يعِ طبيعة الصراع وعلاقته بالواقع والماضي، والمجتمع والضعف والقوة، والحرية والقانون، والواوات كثيرة.