سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

من ديسمبر صنعاء إلى ديسمبر الساحل

Monday 03 December 2018 الساعة 03:12 pm

يوم الثاني من ديسمبر كان يوماً جمهورياً سبتمبرياً بامتياز، استطاع صالح ومعه رفاقه أن يكتبوا فيه بداية ثورة جديدة ضد طغيان الكهنوت وتخلفه ورجعيته وضد مشروع الاصطفاء الإلهي الكاذب، ولم يكونوا، حينها، يأبهون لكل المزايدات والأكاذيب التي تروج عن امتلاك صالح للجيش والأمن كما كان ولا يزال يردد خصوم صالح خاصة أصحاب الإسلام السياسي، أو أولئك الذين تركوا صالح وفروا هاربين.

اليوم، وبعد مرور عام على تلك الانتفاضة، ليس الوقت مناسباً ولا ملائماً للحديث عن حيثيات وأسباب ما آلت إليه الأمور والكيفية التي انتهت بها انتفاضة ديسمبر العظيمة ضد الكهنوت الإمامي بقناع حوثي.. فتلك الانتفاضة، أو بالأصح الثورة الشعبية التي قادها صالح وقدم في سبيلها حياته وروحه ومعه رفيق دربه الأمين عارف الزوكا، مثلت نقطة تحول في مسار مرحلة تاريخية يمر بها اليمن سواءً فيما يتعلق بالمشهد السياسي الداخلي أو فيما يتعلق بعلاقاته بمحيطه العربي والدولي، وهذا هو الأهم الذي يجب أن يستقرئه الجميع، وخصوصاً الذين خاضوا تجربة حاولوا فيها التعايش مع الحوثية كفكر وحركة ومشروع، واعتقدوا أنهم قادرون على أن يساعدوا هذا المشروع على التأنسن والتحول إلى فكر دولة ومشروع وطني قادر أن يخوض معركة بناء اليمن، لكنهم وجدوا أنفسهم ضحايا كغيرهم من اليمنيين لمشروع لا يؤمن سوى بنفسه، مشروع لا يرى في الآخر سوى مجرد عبيد يجب أن يخدموه.

إن مرور عام على تلك الانتفاضة الثورة يجب أن يكون محطة بعيدة عن النواح والبكائيات التي يصدرها البعض، أو محاولة الاستثمار السياسي لأهداف شخصية من قبل آخرين، بل يجب أن يكون محطة لاستمرار تلك الثورة والانتفاضة من خلال الفعل المتمثل بالمقاومة لهذا المشروع الكهنوتي الذي استهدف ويستهدف تدمير اليمنيين شعباً وجغرافيا ودولة وهوية، وهو ما يتجلى في أبهى صوره من خلال ما يعتمل اليوم في الساحل الغربي عبر المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح ورفاقه من الرجال الذين نذروا أنفسهم لاستكمال مشروع ديسمبر العظيم ديسمبر الانتفاضة والثورة والتضحية من أجل الجمهورية والدولة.

إن فعل المقاومة لمشروع الحوثي الكهنوتي هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلكه أنصار الشهيدين صالح والزوكا، ليس باعتبارهما شخصين ضحيا من أجل مبادئ وقيم آمنا بها، بل باعتبارهما مشروع تحول ثوري ضد مشروع آخر يتمثل في خرافة الولاية والإمامة والاصطفاء والاستعلاء والظلم والطغيان والانتقام والدمار والموت والقهر والاستعباد وكلها قيم كان ولا يزال وسيظل الحوثي كحركة وفكر يقاتل في سبيلها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وهو الأمر الذي يستوجب على الجميع أن يقاوموه بشتى السبل والوسائل، وأجل وأعظم تلك الوسائل هي فعل المقاومة المسلحة التي ستظل هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الحوثي، وهذه هي الخلاصة التي يتوجب أن نؤمن بها جميعاً، ونسعى لأن يستمر فعل المقاومة الذي بدأ في الثاني من ديسمبر في العاصمة صنعاء، وها هو اليوم يتجدد في ديسمبر الساحل الغربي وتحرير الحديدة الذي سيكون البداية لعنوان نصر سيكتبه الرجال المقاومون، وسيكون محطة في ثورة النصر على الحوثي المشروع والعنصرية والمذهبية المقيتة.