جلال محمد الحلالي

جلال محمد الحلالي

تابعنى على

(تأملات منفلتة).. الإنسان حيوان ناطق وقاتل وفاشي!!! 

Wednesday 09 January 2019 الساعة 04:43 pm

لم نسمع عن أسد قام بتعذيب أسد آخر، وتلذذ بذلك، ثم نام قرير العين.
لم نسمع أن أسداً اغتصب شبلا، ثم مثّل به، ثم قتله! 
لم نسمع أن فهدا اغتصب أنثاه! 
لم نقرأ في الصحف أن ضبعاً صادر حريات الضباع! 

لم نر نمراً صنف بنى جلدته إلى طبقات فيهم الرئيس ومنهم الحقير! 
لم تعرض علينا الجزيرة والعربية مشهد ذئب يحرق ذئباً آخر في قفص كما تفعل القاعدة! 
لم نسمع أن ملك الغابة حرض رعيته على قتل المخالف!
لم نسمع عن ذئب أُدين بارتكاب مجزره حيوانية لأبناء جلدته، كما يرتكب الإنسان المجازر البشرية تحت مبرارات دينية أو وطنية أو عرقية!
لم نشهد حيوانا ألقى القنابل الكيميائية على شعبه، والنووية على شعب آخر. 
لم نسمع أبداً عن حيوان يعاني من جنون العظمة أو تضخم الأنا أو انفصام الشخصية، أو تأتيه نوبات من تأنيب الضمير!

البشرية لم ترتق بعد في قوانينها إلى قانون الغاب؛ فما زالت البشرية دون هذا المستوى المتطور لهذا التشريع الحيواني.

فالقوي في قانون الحيوان لا يأخذ إلا ما يبقيه على قيد الحياة. 
أمريكا قتلت الملايين بكل الوسائل البشعة، وتدعي أنها راعية الحقوق.. شيء مقرف.

فخلاصة القول، العقل البشرى -خلال الغالب في مسيرته- لم يكن إلا وبالاً ولعنة على الإنسان والضمير والحيوان والمناخ والبيئة والحق والجمال، لأنه كان في معظم الحالات عقلاً بلا ضمير، بينما في حالة الحيون هناك ضمير بلا عقل.

النماذج الحضارية الغربية -حتى غير الإمبراطورية كالدول الأسكندنافية- ليست مكتملة الإنسانية بعد، لأنها تختزل الإنسانية في حقوق مواطنيها وما سواهم ليسوا محل اهتمام. 

أما النماذج العربية والإسلامية فتصيبنى بالعار والإشمئزاز.
لقد فشل العقل الإنساني والدين البشري والفلسفة الوضعية والعلوم التطبيقية في رفع البشر إلى منزلة الإنسان، فما زال أمام الإنسان سنوات ضوئية حتى يصل إلى إنسانيته، ما أصغر الإنسان مقارنة بالحيوان.

إذن، الإنسان على مر التاريخ حيوان ناطق وقاتل وفاشي  و"قليل الحياء" لأنه يتبجح ويدعي أنه أرقى المخلوقات!

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)