جلال محمد

جلال محمد

منهج الحيل أو التحايُل لن يعيد اليمن.. أفيقوا

Tuesday 15 January 2019 الساعة 08:19 am

على الرغم من خطورة ودقة الظرف التي تمر بها بلادنا، وخراب الدولة ومؤسساتها، ورغم كل الدروس التي لقنتها لنا هذه الظروف طيلة ما يقارب من عقد من الزمان، إلا أن المشهد متلبّس بدرجة عالية من الغموض، والتشنج نتيجة استمرار الحقد السياسي والعنتريات الثورجية التي ما زال البعض يشطح بها متناسياً مآلاتها التي وصلنا إليها.

وكذلك تمسك البعض بنفس العقلية التي كانت تدار بها الأمور دون إجراء مراجعات على ما كان وإلى أين وصل بنا الحال، فما زالت السلبية وردود الفعل المتوتّرة هي العنوان الأبرز، وما زال البعض يعشق لعبة المناورات وإطلاق الحيل ومواصلة الرهان على استمرارية صراعات النفوذ داخل أجهزة الدولة، التي في الحقيقة لم يتبق منها إلا أطلال، تلعن كل السياسيين والكتاب والمفكرين الذين قامروا وما زالوا حتى أضاعوها وتركوها لقمة سائغة في فم ابتلع كل الفرقاء، دون تفريق، فقط وفق جدول زمني وخطط مرسومة مبتدأ بدماج ومنتهياً بكل جميل في الوطن.

وسوف يستمر في ابتلاع كل شيء يضع يده عليه من أحلام اليمنيين ودولتهم وجمهوريتهم، وحريتهم وتعدديتهم الحزبية، ما دامت الصراعات البينية هي السائدة في الصف المناهض لجماعة الحوثي -ذراع إيران في اليمن- وسوف يبقى الحوثي ويتمدد ما دام من يقولون إنهم شرعية أو أحزاب وجماعات وتكوينات مناهضة للحوثي ماضون في تصفية الحسابات واستمراريّة سياسة "رمي التهم" والعتابات المتواصلة، بينما الكل يخسر واليمن يتسرب من بين أيديهم والداعمون يفقدون ثقتهم يوماً بعد آخر في من يدعمونهم، خصوصاً وأن من يفترض بهم الاصطفاف لاقتلاع الحوثي وتخليص اليمن منه والاستفادة من الدعم العربي المقدم كي يعود اليمن لأبنائه عامة وليس لفصيل معين أو سلالة خرافية، لا يعي لحد الآن فداحة الخسارة لهم جميعاً، وحجم النشوة التي يعيشها الحوثي باستمرارية الشتات.

على الأوفياء للوطن، والراغبين في عودة اليمن لكل اليمنيين دولة جامعة، جمهورية ديمقراطية، وهذا نداء بالتأكيد لا يخص ما تسمى "الشرعية"، فهي تمر بحالة مستعصية للفهم والإحساس بما يتوجب عليها، على من لا يزال يؤمن باليمن الخالي من عقد الماضي، واخطائه، وبكل تأكيد الخالي من عنتريات الحوثي ومشروعه الظلامي المناط به تنفيذه، أن يتخلوا عن منهج الحيل أو التحايُل الذي انغمسوا فيه، فهو منهج أثبتت الوقائع أنه لا يبدو مُوصلا الى التطلعات الشعبية المنشودة ولا يفضي لمعالجات فعليّة لما تعرفه البلاد من أزمات وخراب وضياع.. بل أوجد وضعا ملغوما وهو، في حال تواصل الاعتماد عليه، دافعٌ الى انتظارات سيّئة وشتات لا نهاية له، وحينها فليمدد الحوثي ويحقق مشروعه ولا يبالي!!