محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

المستبدون والنفاق السياسي

Sunday 17 February 2019 الساعة 08:57 am

 إلى جانب مشكلتنا مع إسرائيل في كونها غازية معتدية ومحتلة، هنالك مشكلة أخرى، وهي أن الموقف منها بات وسيلة للمزايدة السياسية، وفرصة للتأليب على الفرقاء.


وفي ضوء ذلك يستغل المستبدون وزَبَانية الحركات المتطرفة عواطف الجمهور؛ لكسب ولائهم من جهة، وتبرير طغيانهم من جهة أخرى، فنراهم يطلقون خطابات رنانة ضد إسرائيل، في الوقت الذي يخوضون فيه معارك ضد شعوبهم ويمعنون في قتلهم وتشريدهم، بينما الصهاينة لا يمسهم السوء ولاهم يحزنون.


 كم نتمنى أن يتوقف هؤلاء عن النفاق السياسي والاستغلال القبيح لعواطف الناس، ويعملوا شيئاً من أجل الشعوب ولو بكف أذاهم عنها!


وهنا نذكر بخطوات ست تتمكن الحركات المتطرفة من تحويل أتباعها إلى آلة قتل ومعاول خراب..

1-  الانطلاق من حالة عاطفية تستهوي الجمهور المستهدف، كالدين أو الوطن أو الكرامة أو الخصوصية التاريخية أو أي شيء يمكنه إثارة غرائز التوحش وصلف النقمة والصدام.

2 -  البحث عن (عدو) متورط في أخطاء يستوحش الناس منها، سواء كانت واقعية أم خيالات تجلبها الصُّورة النمطية عن المخالف، لوضعه في واجهة الأحداث كفزّاعة ومبرر لكل قبيح.

3- الإسهاب في الكلام عن ضرورة التصدي لذلك العدو وحتمية مواجهته، التي لن تكون إلا على يد جماعة معينة، تزعم أنها المؤهلة لذلك بتفويض من الغيب ووعد بالنصر والتّمكين.


4 - استغلال حالة الاندفاع العاطفي لتكوين اتجاه عُصبوي للتمترس فيه من جهة، وسحق المخالفين به من جهة أخرى، دون أي مواجهة حقيقية مع العدو الافتراضي، المنصوب لتهييج المتحمسين.


5 - إخلاء الساحة من المنافسين، بحجة أنهم امتداد للعدو الافتراضي، وإن كانوا إخوة في الدين وشركاء في الوطن والتاريخ، بينما العدو في مأمن؛ بل ويحظى بشيء من التقدير والمجاملات.

6 -  خلق حالة من الرّعب في أوساط المجتمع، بتهمة التَّخاذل والتثبيط ومناصرة العدو، وهذا من المسوغات الأساسية لقمع المخالفين والتنكيل بهم.

 بعد تلك الخطوات تُطلق أيدي الزّبانية (المجاهدين) لممارسة مختلف أنواع الانتهاكات: من قتل للمخالف، وتشريد للمواطن، وتدجين للعقول، وانتهاك لحرمات الحياة.. كل ذلك تحت راية الجهاد المقدس، وفي فضاء يعج بصيحات التكبير وأصوات الابتهاج بالنصر والتأييد!!


* جمعه ( نيوزيمن) من بوستات للكاتب علی صفحته في ( الفيس بوك)