سعيد الرَكْنَه

سعيد الرَكْنَه

شعارات الأخلاق في بوليوود الحوثي

Wednesday 06 March 2019 الساعة 07:57 am

في امتحان الأخلاق يسقط المدعي للقيم من على كرسي السلطة أو في الطريق إليها ومن الجولة الأولى دون جهد يُذكر، لأن كل ما يدعيه مجرد يافطات سياسية لكسب الحمقى من عامة الشعب ليكتشف الشعب أن كل ما يعرفه هذا المدعي من الأخلاق ليس أكثر من مسمياتها في أول مواجهة.

أوردُ هذا الحديث، وأنا بصدد تذكر عدد من المقولات والشعارات والتهم التي صمَّتْ آذاننا بها الجماعة الكهنوتية بل اتهمتْ بشكل مباشر كل من يخالفها بهذه التهم وألصقت به هذه المقولات، مستفزة بذلك مشاعر المجتمع المحافظ لتجييشه ضده وضد من يشايعه من خصومها.

من هذه الشعارات: "من رضاها في أرضه رضاها في عرضه"،
هذا المقولة الرنانة استخدمتها العصابة السلالية وألصقتها بكل من يقاوم مشروعها وينحاز للطرف المساند للدولة ودول التحالف ويرفض الانقلاب وتوابعه، وما في هذه العبارة من التحريض والتعريض والدلالات السيئة والمبطنة والجارحة والخادشة للحياء والسالبة لدى المجتمع اليمني أمر واضح ويفهمه عامة الناس وخاصتهم باعتبارها تهمة تطلق على قليل الشرف الذي يفرط بأرضه ويسلمها لعدوه الذي يشتمه كل يوم.

هذه المقولة التي احتمى بها الحوثيون وروجوا من خلالها رفضهم لما يسمونها بالوصاية الخارجية سقطت في أول جولات الضعف التي شعروا بها بعد معارك الحديدة وما تكبدوه فيها من ضربات كسرت غرورهم الزائف لنجدهم يقبلون ويرحبون بالوصاية الدولية "اليهودية" التي يلعنونها كلما اجتمع شخصان منهم أو أكثر، بل أعلن زعيمهم تسليم الحديدة لفرق الأمم المتحدة من طرف واحد.

يأتي ذلك مع استمرارهم في تلميع انهيارهم وتصوير ذلك السقوط القيمي لأتباعهم بالنصر المبين، غير مبالين بانفرط مسبحة "القرآن الناطق" أمام اختبارات الواقع وسهولة تخليهم عن شعاراتهم من أجل الحكم، وهو ما فطن إليه ورفضه العقلاء منهم وأسقط هالة القداسة الكاذبة التي يتزيَّا بها الكهنوت. وهذا لا يعني أنهم لم يجدوا من يصدقهم من السذج المخدوعين بالسلالة "الطاهرة"، وأنها لا تفعل أو تنطق إلا خيراً في حالة تبلد عجيبة نتمنى أن يفيق منها المخدرون بشعارات فَعلَ السلاليون من القيادة إلى أصغر زنبيل تابعاً لهم.

وفي معرض الحديث عن السقوط الأخلاقي لا يمكن أن نغفل الفزاعة التي استخدمتها السلالة لإرهاب المواطنين في حال وصول الجيش الوطني إلى مناطق سيطرتهم وتحريرها مصورةً -أي الحوثية- جيش البلاد بمجموعة من عديمي الأخلاق الذين سينتهكون الحرمات ويغتصبون الأعراض، وهي من هذه الزاوية تنظر للآخر بناءً على الأسس التي تشكلت بها قواتها وعناصرها وطبيعة تنشئتهم وما تضمره وتمارسه هي لا جيش الدولة من تفسخ وانتهاك للأرض والعرض وكل محرم ومقدس.

ولم يعد الأمر مجرد تكهنات، بل أتثبت تفوقها بالفعل في تطبيق كل التهم التي ألصقتها بالجيش الوطني، حيث بادرت لممارسة كل ما حذرت منه ووصمت به خصومها من العهر والانتهاك للخصوصيات والمحرمات، واقتحام البيوت والزج ببنات وأمهات وأخوات اليمنيين في السجون أو في مخادع الإغواء، مستغلة الظروف المعيشية والإكراه.. كل هذه الجرائم اللأخلاقية تم ارتكابها تحت يافطة محاربة الفساد أو بتهم ملفقة تختفي أهليتها الأخلاقية في أول مقايضة بالفدية، لأن الأخلاق أو عدمها ليست الأهم ولا السبب الذي قامت عليه هذا الاعتقالات وإلقاء التهم على حرائر اليمن ورجاله من قبل جماعة المسيرة الشيطانية، بل من أجل الفدية والمكاسب المادية والسياسية والفتك بكل معارض محتمل والترويح الأخلاقي لنفسها والتزامها بأخلاق القرآن، كل ذلك لتغطية عورتها وعورة شعاراتها التي انكشفت في الحديدة بعد قبوله بالوصاية الدولية وفي كل محافظة تقدم عناصرها قائمة المجرمين ومغتصبي الأطفال وحماية منتهكي الأعراض.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى قمة الدعارة والإذلال وانتهاك الخصوصيات والاغتصابات والاستدراج لواجهات لها ثقلها في المجتمع قبلية وعسكرية ومدنية للإيقاع بها عبر شبكة دعارة مدربة ومتعوب عليها طويلاً لمثل هذا الوقت تشرف عليها بنفسها وتستحدمها لإخضاع من لديه رأي مستقل وشجاع ولم يقبل أن يكون أداة بيد مشرف طفل، مستخدمين أحدث الوسائل في جرائم الشرف وبتقنية الإتش دي.

لقد بتنا نسمع كل يوم عن فضيحة والتي ربما كان أول ضحاياها عبدالله با هيان وما عرف بحادثة "هنادي" ولن يكون آخر الضحايا "طلال عقلان" أمين عام مجلس الوزراء سابقاً ووزير الخدمة السجين حالياً بتهمة أخلاقية مثوره إتش دي، بحسب زعمهم، وهي لا تعدو عن كونها مكائد دبرتها وخططت لها أصابع الكهنوت وصورتها في "بوليود" المسيرة التي تحول ناشطوها إلى بائعي هوى وقيادتها وأجهزتها الأمنية إلى "هارد" يحوي آلاف المقاطع من أفلام "البورن" في عقولهم.. وأعتقد أن هذه هي المهنة والصفة المناسبة لتجمعهم واسمهم الحقيقي هارد متخم بالأفلام الإباحية هم أبطال قصصه ومسلسلاته.