سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

حجور.. ونُخب التكسُّب السياسي

Friday 15 March 2019 الساعة 07:43 am

ابتُليت البلاد بنخب سياسية شاخت وهرمت سناً وفكراً وتفكيراً، حتى إنها أصبحت هي المشكلة التي تنتج مئات المشاكل وتحولها إلى وسائل للابتزاز والاسترزاق والبيع والشراء، ولنا في حجور وقبلها معركة تحرير الساحل من مليشيات الحوثي الإرهابية، وقبلها كل المعارك التي يخوضها الشرفاء من أبناء هذا البلد في كل مرحلة خير دليل على ذلك.

معركة حجور التي خاضها أبطال المقاومة هناك ضد مليشيات الحوثي كان سببها الأول والأخير أن الأخيرة تريد فرض عقيدتها وفكرها وثقافتها عليهم بالقوة والإجبار والإكراه.

إن البسطاء والأحرار هم فقط من يقودون شعلة الرفض للقوة والعنجهية والتسلط الذي تمارسه مليشيات تسعى لتغيير فكر وثقافة الناس بمشروع مذهبي طائفي عنصري مقيت يرى في نفسه الأحق بأن يكون حاكماً للناس غصباً عنهم، لكن تلك المعركة تحولت لدى نخب الساسة إلى فرصة جديدة ومتجددة لممارسة ألاعيبهم وأهوائهم وطريقتهم في الانتهازية في أبشع صورها فتحولت تضحيات المقاتلين والمقاومين إلى مزاد علني للبيع والشراء في سوق المواقف السياسية للتكسب الرخيص.

ومن يتابع جملة المواقف السياسية التي رافقت معركة حجور ضد مليشيات الحوثي سيجد أن الجمهورية والثورة وقيم الحرية والحق في الحياة ورفض الظلم والتسلط والفكر المذهبي وكل ما له علاقة بحقنا كيمنيين في الحياة لم يكن حاضراً في مواقف هؤلاء الساسة بقدر ما حضرت الخلافات ومحاولة تسجيل المواقف كل على حساب الآخر، وكل سياسي أو مكون يريد أن يسجل لنفسه نقاطاً على من يعتقده خصمه، ظناً منه أن ذلك سيزيد من فرصته وفرصه في بورصة الاستثمار السياسي الداخلي والخارجي، فضاعت حجور وسقط المقاومون شهداء وأسرى ومصابين، فيما لا يزال الساسة ومن يمثلونهم يلوكون الكلام، ويبيعون المفردات، ويعرضون المواقف في سوق النخاسة السياسة دون حياء أو خجل.

وعموماً فإن الأحداث التي تشهدها البلاد لجهة المعركة ضد مليشيات الحوثي سواءً أكانت على الصعيد الثقافي أو السياسي أو المعركة الأهم على الصعيد العسكري، كلها تؤكد أن نخب البلاد السياسية باتت عاجزة ليس عن الفعل فحسب بل أصبحت تحول كل شيء لعملية استثمار هدفه تحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة وضيقة جداً ليس لها علاقة باليمن ولا بشعبه ولا بالمجتمعات ولا بهموم البسطاء والعامة ولا بحق الناس في الحياة.. ولذلك كان وسيظل سرطان الحوثي يتمدد وينتشر ويجد له أماكن جديدة يتغلغل فيها مستثمراً شيخوخة وهرم الساسة وانكشاف ظهر المقاومين الشرفاء الصادقين في معركة استعادة الجمهورية من براثن الإمامة الجديدة.