مروان الجوبعي

مروان الجوبعي

تابعنى على

هكذا أحيا المراهق الاسترالي روحاً إنسانية

Monday 01 April 2019 الساعة 05:07 pm

احترم الإنسان الحر الذي يدافع عن كرامة الإنسان مهما كان عرقه أو معتقده أو توجهه السياسي.. المراهق الاسترالي (الذي كسر حبة البيض على رأس سياسي كان يتحدث بعنصرية ضد المهاجرين) من يومها وأنا أتابع أخباره وقلبي يخفق حباً ودهشة بما فعله..

كل يوم اكتشف من جديد كم هو عظيم لأنه تصرف كإنسان، ومعها أكتشف كم يصبح الإنسان عظيما عندما يكون إنسانا حقيقيا.

منذ فترة طويلة لم أعد أشعر بشيء.. لم يعد يهز قلبي أي مشهد، حتى مشاهد الدماء وهي تسيل، والأرواح وهي تزهق، والجثث وهي تسحل بالشوارع، والوطن وهو يتحول إلى خرابة ويتفشى فيه الرعب والجوع والجهل والدمار.. 
لم يعد يهز قلبي شيء، وبكل برود اتابع المشاهد التي تمر علي بالعشرات، المجزرة تلو المجزرة.. أراقب ما يحدث وكأنني أمام بروفات على خشبة المسرح.

خلال الفترة الماضية تبلدت مشاعري إلى أن جاء هذا الفتى الأسترالي لينتشلني من ذلك الجمود الذي أصابني، انتشلني وأعاد لي شيئا من الشعور الإنساني الذي تجمد في عروقي من كثر الصدمات التي تعرضت لها خلال أربعة أعوام حرب!

لن ينقذنا تعصبنا للوطن، بل الوطنية أحيانا كثيرة تغذي توحشنا وتزيد عدوانيتنا وكراهيتنا وتجعل بعضنا ضحايا وبعضنا الآخر قتلة..

لن ينقذنا تعصبنا للمعتقد أو المذهب، بل هناك كثير من الأدلة والدروس التي تؤكد أن المعتقدات والمذاهب كانت محرقة وقودها أرواح بريئة..

لن ينقذنا سوى ذلك الشعور الإنساني الذي فجره هذا الفتى بوجه العنصرية، وعندما يكون غضبك من أجل الإنسانية فإن ذلك الغضب وحده من يستحق التقدير والتكريم!!