عبدالقادر الجنيد

عبدالقادر الجنيد

تابعنى على

بيرني ساندرز والحوثي

Friday 19 April 2019 الساعة 03:53 pm

لي 4 سنين، وأنا أقول لا تتركوا الليبراليين والديموقراطيين واليساريين مجالاً وفضاءً مفتوحاً للحوثيين، يحتكرون فيه آذانهم والنقنقة داخلها.

وها هو بيرني ساندرز المرشح الديموقراطي لرئاسة أمريكا، يتصرف ويتكلم وينشط كما لو كان حوثياً.

وحتى إنه زاد من نشاطه ورشح شخصيات حوثية لمجلة التايم الأمريكية لتصبح ضمن قائمة ال100 شخصية لعام 2019م، على مستوى العالم.

ويركز خطاب ساندرز على أن ما تحتاجه اليمن هو معونات إنسانية فقط، ولا يعرف أو يعرف ولكنه يتجاهل بأن هناك انقلابا حوثيا على عملية سياسية توافقية ابتدأها ورعاها رئيسه الديموقراطي أوباما، الذي نقض عهوده وتخلى عنها لصالح المحور الإيراني.

ولا يبدو أن بيرني ساندرز قد قرأ تقرير أكاديمية الوست بوينت العسكرية الأمريكية عن "ماكينة الحرب الحوثية".

هذا التقرير الأمريكي درس وسيلة سيطرة الحوثي على القبائل الشمالية واستعمالها لأغراضه ووصفها بأنها تعتمد على الترويع والعقاب الجماعي.

ووصف التقرير تكتيكات الحرب الحوثية التي تعتمد على استعمال المجاميع الصغيرة التي تناسب حروب العصابات.

وعن تكتيكات الدروع البشرية واستعمالهم لتسجيل نقاط دعائية محليا وأمام كل العالم.

وعَدَّد التقرير بالأدلة والمراجع وبالتفصيل كل ما يخص الدور الإيراني في تحسين أداء الحوثي سواء في الخبرات أو رسم السياسات أو تكتيكات الحرب غير التقليدية، وذكر مصانع الألغام والطيارات المسيرة وأماكن تصنيعها وأماكن تخزينها، ثم تعرض لطريقات توصيل الصواريخ الإيرانية إلى اليمن ثم تجميعها بواسطة إيرانيين وإطلاقها، حتى وصل إلى التهديد الحوثي الإيراني للملاحة البحرية بواسطة القوارب المسيرة عن بعد والمحملة بمتفجرات تنفجر حال اصطدامها بالسفن.

ولكن ساندرز، يرى فقط ما يعرضه عليه الحوثيون، وكان يجب أن نتواصل معه ونحكي له أشياء عن وقائع الحياة الحقيقية وعما يدور على الأرض، على الأقل من باب إبراء الذمة.

وربما أصحابنا في الشرعية والتحالف، يحتاجون إلى أن نعيد تنبيههم لمثل هذا الأمر وإن كنا قد سبق ونبهناهم بدل المرة ألفاً.

كان من الممكن القيام بألف عمل وعمل وألف تواصل وتواصل مع القطب الآخر للسياسة والحركات والتوجهات الاجتماعية والثقافية والحقوقية في الغرب، لمعادلة وتخفيف تأثير الحوثيين وحتى إبطاله.

لكن التحالف والشرعية، وضعوا كل أسهمهم في سلة القطب الآخر وهو الجمهوريين والمحافظين واليمين في أوروبا وأمريكا، وبدون عائد عملي أو تأثير كبير على الأرض.

وطبعا، مشكلة الشرعية والتحالف العظمى، هي سوء الأداء على الأرض التي لن تنفع معها أي تحركات أو تواصلات أو اتصالات أو علاقات أو دعايات.

يجب:
•إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها المعارك والجبهات واختيار القيادات.
•إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها المناطق المحررة.
•إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها العملية السياسية وأولوياتها والعلاقة بين الأحزاب والقوى الداخلية.
•إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها التواصل مع العالم الخارجي، وخاصة في أوروبا وأمريكا.