محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

نائب الرئيس... رئيس جمهورية الإخوان

Saturday 29 June 2019 الساعة 10:25 am

"جمهورية ومن قرح يقرح" وقرحت الدولة والنظام والجيش والشعب، والآن تتقارح البلاد ورائحة البارود تزكم أنوف أشقائنا في القرن الإفريقي، بعد أن كانوا قد تناسوا رائحتها في بلادهم.

من 2011م وسيادة الجنرال علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع سابقاً، والآن نائب رئيس جمهورية برتبة فريق ركن، وهو يتغنى بالجمهورية والنظام الجمهوري الذي تركه يتهاوى وتتناثر أركانه عقب اقتحام ميليشيات الحوثي الإرهابية صنعاء وإسقاط النظام الجمهوري وهروب الجنرال الأحمر تاركاً كل شيء كان يتغنى به.

حوّل معسكر الفرقة التابع للجيش، آنذاك، إلى كتائب عسكرية من الإخوان المسلمين مرتادي ساحات الاعتصام وخريجي جامعة الإيمان الدينية التابعة للشيخ الإخواني عبدالمجيد الزنداني الذي بدوره أيضاً فر هارباً من صنعاء متخفياً غير مخضِب للحيته الحمراء.

تربع الجنرال العجوز على كرسي رئاسة الإخوان وقيادتهم عسكرياً وقبلياً بشكل ظاهر وسياسياً من خلف الحجاب، تغلغل بهم في كل مفاصل الدولة أكثر وأكثر عقب تولي هادي رئاسة ما كانت تسمى الجمهورية اليمنية، وزايد بهم وبكى عليهم وانشق عن النظام الذي تربى في كنفه وداس البلاد باسمه واستحوذ على عقود تجارة النفط والأراضي وغيرها تحت مظلته ووسع نفوذه وأحكم سيطرته على قبائل الشمال بمال وسلاح الدولة.

اتخذ من جماعة الإخوان المسلمين ذراعه اليمنى التي يصارع بها ويفتك بها ويحقق مشاريعه الخاصة ومشاريع الجماعة بها وقد ألبسها ثياب الدولة والجيش المنشق ويتحرك باسم القانون والدفاع عن الجمهورية التي داس عليها ذات يوم وحنث بقسمه واتخذ من جمهورية الإخوان سنداً قوياً يقاتل تحت مظلتها جمهورية الشعب الخالدة.

لهذا الجنرال محطات كثيرة لطموحاته ومشاريعه الخاصة، يغدر بالقريب والبعيد ويحيك المؤامرات لكل من يريد التمرد عليه أو يقف في وجه المشروع الإخواني في اليمن، وما محاولة قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في جامع النهدين إلا دليل على حقد ومكر هذا الجنرال الطامح للسلطة والاستحواذ على الثروة.

اليوم وبعد سقوط الدولة التي كان أحد رجالاتها الأقوياء في صنعاء واستقراره في المملكة العربية السعودية كنائب للرئيس هادي، يستخدم كل شيء ويجيرها لصالح جماعة الإخوان.

حتى واليمنيون يخوضون معركة التحرير من الإرهاب الحوثي في كل منطقة في اليمن فإن الجنرال العجوز والإخوان المسلمين يعملون ولا ينتابهم الكلل أو الملل لخدمة مشاريعهم الخاصة حاملين المشروع الجمهوري مظلة يستترون تحتها ويتحركون على ضوئه يعرقلون ويكسرون أي تحرك جاد وحقيقي لعودة الدولة والنظام الجمهوري إلى صنعاء.

تقود السعودية والإمارات تحالفا عربيا يساعد اليمنيين للتخلص من الإرهاب الحوثي بالمال والسلاح والرجال والمساندة بالقرارات الدولية والدعم الأممي والإقليمي، والعالم أجمع يقف مع اليمنيين ودولتهم، لكن الجنرال وحزب الإصلاح جعلوا كل شيء يتوافق مع خططهم ومشاريعهم بعيداً عن المشروع الوطني والجمهوري، وفتحوا خزائنهم لينهبوا كل المقدرات المالية إما باسم المساعدات الإغاثية أو باسم الجيش الوهمي، وكلما أرادوا مالاً فتحوا جبهة وهمية تبلبل لها قنواتهم الإعلامية وبعد أن يستلموا المستحقات من المال والسلاح يهدأ كل شيء.

يتقاسمون المال وأما السلاح نصفه يقومون بتخزينه لقتال الفصائل الأخرى المقاومة للحوثي والنصف الآخر يتم بيعه لجماعة الحوثي الإرهابية وباعتراف من الحوثيين أنفسهم، وكم شاهدنا "دينات" محملة بأسلحة تحاول العبور إلى مناطق يسيطر عليها الحوثي، لكن يقظة رجال المقاومة تعيق بعض هذه المحاولات لتهريب السلاح.

نائب الرئيس الذي يدير المشهد السياسي والعسكري في اليمن حسب الأولوية الإخوانية، وحسب المزاج القطري مؤخراً، والسؤال الذي يحير الجميع هل المملكة العربية السعودية تعرف ما يخطط لها الإخوان والجنرال المحميون في فنادقها وعلى حسابها؟؟ أم أنها تلعب لعبتها السياسية متوهمةً أنهم في يدها وتستطيع التحكم بهم في كل وقت؟؟

الحديدة وتحريرها هي القضية التي فضحت الإخوان وقائدهم الجنرال، ومهاجمة المقاومة الجنوبية والمقاومة الوطنية عرّتهم من كل قيم الوطنية والجمهورية التي يتغنون بالدفاع عنها وكشفت ملامح تعاونهم مع جماعة الحوثي الإرهابية والخدمات والتسهيلات التي أسهموا بها مع الحوثي للقضاء على أي مقاومة تنفجر هنا أو هناك.

لا يمكن أن تعود الدولة والنظام الجمهوري وهم من يتحكمون بقرارت الشرعية ويديرونها لصالحهم، ولا يمكن أن ينتهي الانقلاب الحوثي وهم من يسندونه ويدعمونه بشكل مباشر وغير مباشر ويفتحون له القنوات الخاصة للتعامل مع قطر والدعم القطري لاستهداف الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

باسم الجمهورية اليمنية لا يجب أن يعتقد الجنرال العجوز أن جثمانه سيُلف بالعلم الوطني كرجل دافع عنه بكل ضمير ووطنية ونزاهة، بعلم جمهورية الإخوان يمكن ذلك يا سيادة النائب.

وأنت في خواتيم عمرك عليك أن تختار النهاية بيدك كما فعلها الشهيد الزعيم الصالح وختم حياته جمهورياً مخلصاً لا نفاق أو رياء في ذلك، أو تختار بكائيات حزب الإصلاح وتبقى نقطة سوداء تبغضها كل أجيال اليمن.