سمير رشاد اليوسفي

سمير رشاد اليوسفي

تابعنى على

ثارات الجنوب ؟!

Monday 08 July 2019 الساعة 06:03 pm

كان الرئيس السابق قد ألغى الاحتفاء بذكرى السابع من يوليو 1994 وعَجَّل بطي صفحتها في سياق تنفيذه لقرار العفو والمصالحة.

ومع هذا يُصرّ الحوثيون على الزور والبهتان، ويزعمون أنّها كانت أثناء رئاسته عطلة رسمية تُذكرُ باحتلال الشمال للجنوب، وهم يعزفون على "نغمة" الاحتلال من قبل خروجهم من كهوف صعدة، وضخّمها الهاشميون المنتمون للاشتراكي ممهدين لنشوء حراك يخدم مصالح إيران في جنوب الجزيرة، غيرَ أنّ متغيرات الجنوبِ بعد دخول التحالف، قلبت تلك المعادلات رأساً على عقب .. ولعلّ إدعاء الأفضلية العرقية يُفسرُ انضواء كثرة منهم كانوا في اليسار لحركة الحوثي العنصرية .

وجاءت حرب السنوات الـ 5 الماضية التي إفتعلها الحوثيون بدعم إيران، لتختبر المزاعم التي كانوا يُدغدغون بها مشاعر الجنوبيين بحقهم في تقرير المصير. فكشف اجتياحهم للجنوب بصرخات الموت .. أنّهم كانوا يمارسون السياسة بالزور والفجور .

وقرأتُ قبل فترة مقالة لكاتب جنوبي كان من أشد الرافضين لنظام صالح ترّحم فيه عليه مقارنة بمن جاءوا بعده.. وبالطبع لم يكن يقصد الحوثيين وحدهم .

7 يوليو حسمت حرباً كان مستحيلاً أن تنتهي في شهرين، لولا التأييد الدولي الذي حظيت به، وارتباطها بعفو عام تم تطبيقه أثناء المعارك، وليس بعدها، ولا ننسى احتشاد غالبية الجنوبيين المتضرّرين من فترة حكم الرفاق إلى جانب الجماعات الدينية ليكونوا في طليعتها، حتى عدّها البعض استثماراً جيداً للإحتقانات والصراعات التي تغذّت من الحرب الباردة وأخذت بثأرها من الاشتراكي .

ومن المآخذ عليها بروز قوى جنوبية بديلة لم تنس ثأرها مع الطرف المنكسر تشاركت مع تجمع الاصلاح إلحاق الأذى بالمحسوبين عليه فتسببت بنشوء سخط شعبي تحوّل إلى حراك يطالب بالانفصال.. وكان لافتاً أنّ أحزاب المشترك سارعت لدعمه بعد هزيمتها في الانتخابات الرئاسية عام 2006 مع أنّ الإصلاح كان من أهم أسباب المشكلة .

‫أكتبُ هذا مع يقيني أنّ أخطاء تلك الفترة تهون بمقارنتها بحال اليمنيين الآن .. ومن الحكمة ألاّ نستمر في ارتهانِ عقولنا وقلوبنا لأحقاد الماضي، ومشاريعه التي تقتاتُ منها فيروسات الإمامة، مع قدرتنا على تجاوزها بالتسامح والتصالح وصولاً لاستعادةِ بلدنا المختطفة من الحوثيين . والعمل على تصحيح كّل أخطاء الماضي، من خلال رؤية عادلة تحترم حقوق الناس، وانحيازاتهم للمدنية والانفتاح الهادئ على الحياة، بعد التخلص من روائح الموت المُنتّنة بلعناتِ أنصار الموت والخراب .

ومرحباً بالعدوانِ على الظالمين .