عمر القاضي

عمر القاضي

تابعنى على

تعيينات بالقوة أو الاعتقال!

Wednesday 07 August 2019 الساعة 08:26 am

لم يعد للحرية وجه في اليمن، فقد اختفت ملامحها وظهر وجه الحوثيين الحقيقي ليتربع الظلم والإقصاء والحكم بقوة السلاح على رأس السلطة وأصحاب القرار، اليوم يعاني الكثير في صنعاء، كباراً وصغاراً، من هذا الوباء الذي أصاب اليمن منذ 2014 وتفشى منذ أحداث ديسمبر بشكل كبير.

قبل فترة بسيطة اعتقل الحوثيون إحدى القيادات العسكرية التي لها رصيد نضالي كبير في السلك العسكري، أعرفه عن قرب وكان من أكفأ القيادات العسكرية التي عرفتها، خبير في جانب الطيران العسكري والأكاديمي.. منذ أن دخل الحوثيون صنعاء قرر التخلي عن كل شيء.. عن منصبه وسيارته التي كانت عهده لديه أعادها للمعسكر الذي كان قائداً له، ليودع حياته العسكرية والنضالية إلى ذلك الوقت ولقناعته التامة أنه لن يعمل مع عصابة إجرامية لا تحتكم لقانون ولا تملك مشروعاً للدولة.

طلبوا منه في البداية أن يتقلد أحد المناصب العسكرية وعندما قال لهم إنه اعتزل العمل العسكري وأصبح كبيراً في السن لا يستطيع مزاولة أي أعمال، اعتقلوه بشيبه وبدون تهمة إلا أنه رفض العمل معهم.

لفقوا له تهمة فيما بعد بانحيازه للخارج، هذا الرجل لم يرَ نفسه قيادياً مع الحوثيين بالرغم من تقديمه له الكثير من المناصب إلا أنه كان يرفض في كل مرة، وبعد رفضه للمرة الأخيرة قاموا باعتقاله والتحقيق معه لمدة أسبوعين، فتدخلت وساطة قريبة منه أقنعوه بعد محاولات كثيرة بأن يمسك المنصب ويعمل معهم كون هذا الحل الوحيد لتلافي كل المشاكل التي سيصنعونها له إن استمر بالرفض.

لا يجب قراءة الحادثة من زاوية أنها حرية أو ظلم، فما يفعله الحوثيون يتجاوز كل الحقوق والحريات ويتجاوز كل أنواع الظلم، فتصبح الدولة محكومة بقانون الغاب وقوة السلاح، وغياب النظام بشكل كامل وأسباب الاعتقال متوافرة وجميعها فعال، سلسلة اعتقالات لم تشهدها اليمن طوال تاريخها إلا في عهد الحوثيين، صغاراً وكباراً نساءً لمجرد سماعهم أنه لا يؤيدهم، يختلف عن فكرهم.. كل أنواع الإقصاء تعيشه بلادنا اليوم وجميع السجون مليئة بالمظلومين المخفيين المقطوعين من أسرهم، من أولادهم، من الحياة بأكملها.