مصطفى النعمان

مصطفى النعمان

تابعنى على

إدارة هادي الخاطئة للمرحلة الانتقالية اوصلت اليمن للكارثة

Tuesday 13 August 2019 الساعة 08:15 pm

هذا رأيي منذ 2015

- في 8 يوليو 2014 استولى الحوثيون على محافظة عمران بعد حصار استمر لشهرين.

- في 21 سبتمبر 2014 تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة بحضور الرئيس هادي ومبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر وحضور ممثلي كل الأحزاب اليمنية.

- تم الترحيب بالاتفاق من كافة المنظمات الدولية والإقليمية، ورحبت به الحكومات العربية والسفارات الغربية.

- في 21 يناير 2015 تم وضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء وشكلت جماعة الحوثيين مجلسا ثوريا لحكم البلد بموجب سمته اعلانا دستوريا.

- في 21 فبراير 2015 تمكن الرئيس هادي من الهروب والوصول الى عدن،

- مرة أخرى تمت محاصرة الرئيس هادي هناك لكنه أيضا تمكن من الفرار عبر سلطنة عمان ووصل الى السعودية.

- في 25 مارس 2015 استنجد الرئيس هادي بالمملكة العربية السعودية طالبا التدخل لاستعادة سلطته الشرعية في صنعاء.

- في 26 مارس 2015 بدأت الحملة العسكرية تحت شعار (عاصفة الحزم).

- في 21 ابريل 2015 صرح اللواء احمد العسيري ان (عاصفة الحزم) أتمت أهدافها، وأعلن بدء عملية (إعادة الامل) لإعادة الامن والاستقرار لليمن والمنطقة.

- في 22 يوليو 2015 اعيد فتح مطار عدن بعد اخراج كافة قوات الحوثيين من داخل المدينة.

- في أكتوبر 2015 تم اخراج الحوثيين من مأرب.

هذا السرد هو ملخص زمني يمكنني ان انتقل منه الى تفسير الأوضاع الحالية من وجهة نظري.

كانت سنوات حكم الرئيس هادي في صنعاء متسمة بالارتباك وعدم القدرة على التحكم في مسار العمل السياسي، ولم يبذل الجهد المطلوب في مرحلة تحول وطني تستدعي متابعة ويقظة وتواصل.. ولا يساورني الشك إنه استمتع بموقع الرئاسة ومباهجها وتصدره المشهد داخليا وخارجيا، وذلك أمر أراه طبيعيا بعد أن قضى حياته العسكرية كضابط مغمور قفز فجأة إلى موقع وزير الدفاع ثم نائبا لرئيس الجمهورية لمدة 18 عاما في ظل حاكم كان الأقوى في تاريخ اليمن وأكثرهم حضورا ونفوذا... لقد أخبرني واحد من أقرب مساعدي السابقين هادي أن الرجل كسول ولا يرغب في الاطلاع علـي الملفات وكان يحيل اهمها الى أبنائه للتعامل معها..

لم يتمكن هادي من تحقيق الآمال التي خرج من أجلها الشابات والشباب الى الساحات مطالبين بالتغيير السياسي والاجتماعي، واحال الأمر إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أنتج المئات وربما الآلاف من التوصيات التي تم ايجازها في مشروع دستور.. ثم أيضا تم إقرار ما عُرف الأقاليم الستة بطريقة كانت أقرب الى العشوائية والفرض ووقع عليها البعض بمغريات السلطة واعترض البعض على استحياء.

إن الطريقة التي تمت بها إدارة المرحلة الانتقالية كان من المحتم أن تصل بالبلاد إلى الكارثة، فالرئيس أعتمد كلية على الدعم السياسي والمادي الخارجيين متجاهلا الداخل، وكان يقول لزائريه (أنا معي السفير الأمريكي وجمال بنعمر).

أقتحم الحوثيون عمران تحت شعار (الجيش يقف على الحياد) لأن الرئيس صمت ولم يقاوم، ولم يقدر الأمر خطرا على الدولة اليمنية بل فرصة للتخلص من خصوم له.. ثم واصلوا المسيرة لاحتلال صنعاء وقبل الرئيس باتفاق السلم والشراكة الذي كان تمهيدا للانهيار الذي تلاه، وتخلى عن اللواء علي محسن الأحمر وكان حريا به ان يستقيل حينها حفاظا على ما تبقى من كرامة الدولة التي اهدرت حين ترك اللواء الشهيد القشيبي يواجه مصيره وحيدا في عمران.

فقدت هذه الشرعية كل مشروعيتها الأخلاقية والوطنية بعد ان برهنت عن عجز فاضح منذ 2012، وورطت الإقليم في حرب كان يمكن تفاديها لو انها كانت يقظة نزيهة وطنية.، ونتج عن الفراغ الذي تسببت به في نشوء اجسام مسلحة على امتداد اليمن صارت اقوى وأكثر تأهيلا وتدريبا من عناصر الحكومة.

قلت في أكثر من محفل ان الخطأ الأكبر في تعامل التحالف مع الرئيس هادي وحكومته هو السماح لهم بتجنب الخوض في كل مراحل التخطيط والتنفيذ خلال الأشهر الستة الأولى، وفضل ان يكون التعامل معهم كضيوف كرام في المملكة.. بل أني زدت بالقول انه كان من المفترض توقيع اتفاق اسميته (عقد عمل) مع الرئيس وحكومته يبين مسؤوليات وواجبات كل طرف.

لكن ما حدث انه تمت استضافة الرئيس في قصر فاخر، وتم تسكين كل القيادات في فنادق فاخرة لأشهر طويلة، وتم منحهم كافة التسهيلات التي تغري بالبقاء لا المغادرة والعودة للمقاومة واستعادة السلطة المغتصبة.

لقد توقع الناس إعادة تشكيل الحكومة بما يجعلها قادرة على العمل وكسب ثقة المواطن بها، ولكن مع مرور الوقت ثبت انها غير قادرة وان وزراءها فضلوا السكينة والهدوء خارج البلد مع اسرهم تاركين مصير الناس للمجهول.

فقد اليمنيون بعد مرور ما يقارب من خمس سنوات منذ بداية الحرب الامل في حسمها، وصارت غاية الاماني هي وقفها ليبدأ الناس التكيف مع اوضاعهم بعيدا عن الخوف والهلع، ولا أتصور أخلاقيا وانسانياً ان يطالب البعيدون عن الدماء والدمار باستمرار الحرب حتى النصر.

صحيح ان الرياض وأبو ظبي دخلتا الحرب استجابة لطلب الرئيس هادي، لكن الصحيح أيضا انهما ليستا جمعية خيرية للدفاع عن العاجزين والقيام بحمايتهم وايوائهم... العاصمتان لهما مصالح تدافعان عنها وتحددان سقفها وبموجب هذا تدخلتا وبموجبه تقرران متى تتوقفان.

أعني هنا ان قرار انتهاء المعارك العسكرية لم يعد قرارا يمنيا ولا يتوهم يمني واحد ان أحدا سيطلب من الرئيس هادي التوجيه بالتوقف او الاذن بالاستمرار..

ان اقصى ما يتمناه هادي وحكومته، البقاء مرتاحين في قصره بالرياض واجنحتهم الفارهة ومواكبهم المصاحبة، وان لا يزعجهم أحد بأن الحرب توقفت، حتى لا تبدأ رحلتهم الجديدة في البحث عن قصر اخر واجنحة أخرى في عاصمة أخرى.

* من صفحة الكاتب على ( فيس بوك )