محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

تعز لن تكون "شاقوص*" الإرهاب نحو الجنوب

Monday 26 August 2019 الساعة 07:05 pm

استماتة في جلب الفوضى إلى تعز بدلاً من التخطيط لتحريرها من الحوثي، يعزز الإخوان فوضاهم وممارساتهم الإرهابية في تعز في استدارة واضحة وتخلٍ صريح عن تخليص تعز من تكالبات الحوثي.

التكالبات الإخوانية على تعز وانكشاف الاتجاه الذي تسير فيه هذه الجماعة وتمسحها بثوب الشرعية جعلها صريعة وعارية من كل هدف وطني، حتى حولت تعز إلى مربعات صغيرة تتحكم بها ميليشياتها المتطرفة وتتقاسمها مع ميليشيات الحوثي التي استأمنتها من اندلاع المواجهات والقتال بينها.

في ظل تقاسم تعز بين الإرهاب "الإخونثي" وتحييد المعركة الوطنية باتجاه صنعاء، تحاول جماعتا الإرهاب بالتخلص من كل الأطراف الوطنية المتقدمة نحو صنعاء وإفراغ تعز من كل المكونات العسكرية والسياسية وجعلها ميدانا مُعتما يتم منها مراقبة الجنوب ومحاولة العودة إليه وصد أي محاولة تقدم نحو إسقاط الحوثي واستعادة صنعاء عاصمة الشمال اليوم.

الإخوان هم في المقام الأول من يحكم تعز مع إعطاء الحوثي حيزا صغيرا، ولذلك إفراغها من المقاومة الوطنية وألوية الجيش هي محاولات سابقة وليست نتيجة الهزيمة الإخوانية في الجنوب التي جعلتهم يصعّدون من هجومهم واعتداءاتهم المتكررة ضد اللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس.

الجحملية والبيرين والكدحة ومناطق أخرى في تعز هي مناطق يسعى الإخوان إلى حرقها والتخلص من كل الأطراف التي تزعجهم، وهذا يفسر سبب خرقهم لكل تهدئة تمنع ارتكاب جرائم بحق المناطق التي تهاجمها ميليشيا الحشد الشعبي التابعة لهم.

يريد الإخوان والحوثي أن تكون تعز خالية له ومساحة يستطيع التحرك فيها وتنفيذ هجماته الإرهابية جنوباً ضد أبناء الجنوب بعد الهزيمة، وغرباً نحو الساحل الغربي، حيث القوات المشتركة المتجهة نحو الحديدة والمتوقفة حالياً بسبب ثوب الشرعية الذي يرتديه الإخوان وإعاقتهم من التحرك بتوقيع اتفاق ستوكهولم المشؤوم.

تعز لن تكون شاقوص الإرهاب نحو الجنوب ولن تسمح لنفسها أن تكون منطلقاً لعمليات إرهابية إخوانية حوثية، ولن تستمر العربدة الإرهابية تحكمها، ولا بد من تخليصها وتحريرها وإعادتها إلى المربع الوطني وطي صفحة الإخوان والحوثي منها وتنظيفها من كل الشوائب التي علقت بها في الفترة الماضية.

الواجب الوطني والأخلاقي لا بد أن تضطلع به وتؤديه القوات المشتركة واللواء 35 مدرع وكتائب أبي العباس والمقاومة الجنوبية في حماية أبناء تعز وتخليصهم من التكالبات الإرهابية التي أثقلتهم وأنهكتهم، ومن جهة أخرى حماية الجنوب الذي أصبح اليوم القاعدة الرئيسية من أجل أن تتقدم القوات الوطنية صوب الشمال وتحريره وعودة صنعاء المختطفة بيد الميليشات الإرهابية الحوثية كما عادت عدن من يد الميليشيات الإرهابية الإخوانية.

…………… 
*شاقوص: الفتحة الصغيرة التي توجد في المنازل القديمة للتهوية والمراقبة إلى خارج المنزل، واستخدامها هنا بمعنى لن تكون تعز هذا الشاقوص في البيت الشمالي الذي يتم منه مراقبة الجنوب ويتحين الفرصة للانقضاض عليه ومهاجمته من قبل ميليشيا الحشد الإخوانية وميليشيات الحوثي.