محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

إرهاصات الإرهاب الإخواني بعد الهزيمة.. عدن بخير

Wednesday 28 August 2019 الساعة 11:12 pm

ما حدث للإخوان في عدن من هزيمة أوجعتهم، وتحررت المدينة من بطشهم وإرهابهم الذي طوعها وأبناءها طيلة الفترة السابقة، جعلهم يعيدون ترتيب صفوفهم محاولين العودة لممارسة الإرهاب في عدن المحبة والتسامح... ولكنهم فشلوا، وعدن بخير.

ما حدث في اليومين الماضيين من تجييش إخواني ضد عدن وشبوة لم يسبقه تجييش ضد الحوثي في تعز وجبال نهم القريبة من صنعاء، ولم يسبقه ظهور لسلاح التحالف بأيدي الإخوان في مواجهة الإرهاب الحوثي، ولطالما احتج الإخوان بعدم تسليحهم للقتال ضد الحوثي، لكن ما كشفته أحداث عدن الأخيرة وشبوة وأبين يتضح أن جماعة الإخوان الإرهابية تكدس سلاح التحالف لقتال الأطراف الأخرى المنضوية تحت لواء التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وليس لقتال الحوثي العدو الذي يهدد الجميع بمساندة ودعم إيراني.

وبسبب الهزيمة التي لحقت بالإخوان في الجنوب وفضحت زيفهم وأهدافهم يحاولون الانتقام والعودة، وبدأت آلة إعلامهم بنشر الأخبار المفبركة والتقارير المزيفة حول سقوط عدن بأيديهم، وأن عدن أصبحت في كنفهم وأيادي ميليشاتهم، مندفعين بتحرك خلايا نائمة كانت تتربص بالأمن في عدن، وسرعان ما تم احتواء هذه الخلايا وإسقاطها ومعها سقطت آلة الإعلام الإخوانية، وانكسر إرهابهم.

الإعلام الإخواني دائماً في حالة هياج وجنون، يخدع متابعيه ويسوق لهم الانتصارات الوهمية التي تدفعهم للتصديق، ولكن سرعان ما تنكشف تلك الأكاذيب والانتصارات المزيفة، وسرعان ما يبادرون إلى التبرير وإيعاز هزيمتهم إلى وجود خيانات وتآمر دولي كوني ضدهم، كما يفعل الحوثيون.

عدن لن تكون إلا بخير في عدم وجود الإخوان فيها كسلطة ترتدي ثوب الشرعية، وعدن لا تطالب بإسقاط الشرعية ولكنها تطالب بإسقاط الإرهاب الإخواني الذي يستخدم الشرعية بوابة لممارسة الإرهاب عبرها، وبعدها حوار يحدد مسارات المستقبل بين كل الأطراف التي تواجه الإرهاب الحوثي.

عدن بخير عندما تكون خالية من ميليشات الإخوان الإرهابية التي تتخفى لتظهر من خلال زوبعات أمنية تثيرها هنا وهناك، وممارسة الإرهاب الذي يطال بعض أبناء المناطق الشمالية بغرض إلصاق تلك الممارسات بالمقاومة الجنوبية والجنوبيين الذين يرفضون تلك الممارسات ويعلنون ذلك، وكل من يعتدون على الشماليين هم عناصر يتبعون ميليشيات الإخوان الإرهابية لتشويه صورة المجلس الانتقالي، وتشويه القيم المجتمعية لأبناء عدن.

اليوم عدن أكثر نضجاً ووعياً وإدراكاً للمسؤولية، ولن تكون بعد اليوم إمارة للإخوان يمارسون فيها إرهابهم بكل أنواعه، ولن تسامحهم على جرائمهم التي ارتكبوها ويرتكبونها بحق الجنوبيين أنفسهم وبحق الشماليين المقيمين فيها.

إرهاصات الهزيمة الإخوانية شيء متوقع وطبيعي، ويتم التعامل معها بأسرع وقت، ليستتب الأمن في عدن، وتبقى المقاومة الجنوبية في حالة استنفار دائم لمواجهة هذه الخلايا الإرهابية لتكون عدن دائماً بخير مدينة التعايش ومضياف الشمال الذي يرزح تحت نير الإرهاب الحوثي بمساندة ودعم الإرهاب الإخواني.