سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

هل تستوعب السعودية نتائج تنكر هادي والإخوان للإمارات؟!

Sunday 01 September 2019 الساعة 09:06 am

المواقف الأخيرة التي أعلنها هادي وحكومته الإخوانية تجاه الإمارات العربية المتحدة عبر بيان رسمي حمل الإمارات مسؤولية كل ما حدث ويحدث في عدن والمحافظات الجنوبية، وبقدر ما كشف عن حقيقة فشل هادي كشخص وهادي كرئيس يفترض أنه يمثل الدولة اليمنية وشرعيتها التي قام من أجلها التحالف العربي وأعلن من أجلها معركة ضد مليشيات إيران التي انقلبت على سلطة هادي بتآمر وتعاون وتهاون من هادي ومن كان يحكم معه آنذاك، وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون في اليمن، والذين يسمون أنفسهم حزب الإصلاح، بقدر ما كشف عن حقيقة الدور الذي يلعبه تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن والمرتبط بالتنظيم الدولي في حرف المعركة عن مسارها الحقيقي وتحويلها إلى وسيلة إثراء وفساد مالي من جهة ووسيلة للتسلح وبناء منظومة مليشيات خاصة به لاستخدامها في المستقبل في بسط سيطرته ونفوذه جغرافياً على بعض المناطق ومواجهة خصومه بتلك القوة العسكرية التي أنشأها وأسسها سواءً تحت مسمى الجيش الوطني أو بمسميات المقاومة الشعبية التي باتت أذرعاً مسلحة خاصة بإخوان اليمن.

إن إخوان اليمن كشفوا بجلاء واضح أنهم ناكرو معروف ويستخدمون أساليب النفاق لتحقيق مصالحهم عبر المجاملات الكلامية والتصريحات الجوفاء التي يعلنون من خلالها مواقف ثم ما يلبثون أن يغيروها عبر قياداتهم وأذرعهم ونشطائهم الإعلاميين الذين يتنكرون لمواقف الآخرين ويقودون حملات إعلامية ممنهجة ضدهم.

يتذكر الجميع كيف أنه حين كانت دولة قطر ضمن التحالف العربي الداعم للشرعية فإن مواقف الإخوان في اليمن وإعلامهم وإعلامييهم وناشطيهم كانت تتماهى مع مواقف دول التحالف ووسائل إعلامه، ومنها قناة الجزيرة القطرية، وحين طُردت قطر من التحالف وبدأت قناة الجزيرة تحول وجهتها وبوصلتها وتغطيتها ضد السعودية والإمارات انقلبت مواقف إخوان اليمن وقياداتهم وإعلامييهم ونشطائهم للتماهي مع خطاب قطر ضد الإمارات والسعودية وبشكل فج وأقل ما يوصف بأنه وقاحة تشبه وقاحة قناة الجزيرة وتغطيتها للأحداث في اليمن.

حين كانت قطر ضمن دول تحالف دعم الشرعية كانت الجزيرة تصف الحوثيين بالمليشيات الانقلابية، وتطلق على مقاتلي المجلس الانتقالي والنخب الأمنية في عدن وشبوة وأبين بالمقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثي، وحين طُردت قطر من التحالف تحولت الجزيرة بتغطيتها بحيث أصبح الحوثيون وطنيين يقاومون عدوان السعودية والإمارات، وبات مقاتلو المقاومات الشعبية مجرد مليشيات متمردة مدعومة من الإمارات، وأصبحت الجزيرة وقطر ومعهما إخوان اليمن يحتفون بكل شكل بأي استهداف حوثي للسعودية عبر الصواريخ الباليسيتية أو الطائرات المسيرة، وأصبحت دولتا الإمارات والسعودية اللتان تقودان التحالف الداعم للشرعية دولتين ساعيتين لاحتلال وتمزيق اليمن، فيما باتت إيران دولة مساندة لحركات المقاومة في اليمن والمتمثلة في المليشيات الحوثية وأصبحت الجزيرة وقطر تدافعان عن إيران وأذرعها في المنطقة وبشكل لم يكن أحد يتوقعه.

ومثلما ظهرت قطر وجزيرتها بمواقف متقلبة وسياسات متناقضة فعل إخوان اليمن بمواقفهم التي تقلبت وتبدلت وتحولت وأصبح سلمان ملك الحزم والعزم مجرد قاتل، وامارات الخير دولة استعمار، ومقاتلو المقاومة الشعبية مجرد مليشيات مدعومة اماراتيا، وتحولت مليشيات الحوثي في خطابهم إلى مجرد خصم يتم الدعوة لفتح باب الحوار والتواصل معه، بل وأحيانا مساندته ومساعدته وإيقاف المعارك ضده في كل الجبهات كما هو حاصل في نهم ومارب وتعز.

الإمارات كرأس حربة إلى جانب السعودية في تحالف دعم الشرعية قادرة على الدفاع عن نفسها ضد مواقف هادي والإخوان، لكن الأهم من ذلك هو الإجابة على السؤال الذي يثار بعد كل هذا والذي يتعلق بما إذا كانت السعودية مستوعبة لتقلبات ومواقف إخوان اليمن وتبعية مواقفهم لموجهات ومحددات التنظيم الدولي للإخوان الذي باتت قطر وتركيا هما الداعمين والمحركين الرئيسيين له؟! وهل لدى السعودية بعد كل هذا ثقة بأن إخوان اليمن يمكن أن يكرروا ذات الموقف الذي اتخذوه ضد الإمارات معها في حال شعروا أن مصالحهم ستفقد أو أن السعودية ستضغط عليهم للقبول بشراكة الآخرين في قيادة دفة الحكومة المسؤولة عن إدارة المعركة ضد مليشيات الحوثي وإدارة شؤون الناس في المناطق المحررة منهم؟!

الحقيقة أن الإجابة على هذه التساؤلات منوطة بالسعودية نفسها وبأجهزتها المسؤولة عن رسم سياساتها ومواقفها من مختلف القضايا، لكن ما يجب أن لا تغفله السعودية أن تناقض مواقفها في التعامل مع إخوان اليمن وتقديم مختلف الدعم لهم في حين أنها تصنف حركة الإخوان حركة إرهابية أمر لن يؤتي ثماره كما تأمل وتخطط له الرياض، فالإخوان في اليمن ليسوا سوى ذراع آخر من أذرع تنظيم الإخوان الدولي الذي بات يكن العداء جهارا نهارا للسعودية ولملكها ولولي عهدها الأمير محمد بن سلمان على وجه الخصوص ومشروعها الإصلاحي، ويقف بوجه تنفيذه بشتي الوسائل، ولعل جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وكمية المعلومات التي تسرب عبر قنوات الإخوان المدعومة من قطر وتركيا ضد السعودية ومشروع ابن سلمان تكشف أن الإخوان جماعة لا يمكن أن تؤتمن، وحركة لا يمكن الوثوق بها، وتنظيم يمكن أن يفعل أي شيء في خدمة مصالحه، وشخوص يمكنهم الانقلاب على من أكرمهم ودعمهم في أي لحظة يشعرون فيها بامتلاك ولو نزر يسير من القوة والتمكين وما موقفهم وبيعهم وانقلابهم ضد الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في اليمن وانقلابهم على الرئيس السوري بشار الأسد إلا خير دليل على أنهم إخوان لكنهم خونة.