محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

بلسم إماراتي في وجه الجنوب… لماذا يتبرم البعض؟!

Thursday 05 September 2019 الساعة 08:51 am

حتمية الواقع الذي يخبرنا بالحقيقة هي قاطع هربجة الإعلام الذي يعمل الإخوان عبره للتسويق ضد الذين وقفوا ضد إرهابهم، والإنزعاج العميق من دور الإمارات الإيجابي في الجنوب جعل سهام الإرهاب تحاول النيل من هذا الدور، فارتدت تلك السهام فوق مطلقيها وأصابتهم وفضحتهم أمام الرأي العام، لذلك أصبح الإخوان اليوم بعورتهم التي لا يستحون في سترها.

ما يجري اليوم في الجنوب من إعادته إلى مربع الأمن والسلام بسواعد جنوبية ودعم إماراتي سخي يرسم بهجة في وجه الجنوب المتلهف للاستقرار والتفرغ لمناقشة مآلات المستقبل وتحديد الخيارات المناسبة إذا أصرت مواكب الإخوان والجنرال للتهافت على عدن والعبث بها مجدداً باستخدام الإرهاب والتفجيرات والاغتيالات.

ما تقوم به الإمارات في الجنوب يندرج تحت مسؤوليتها التي تحملتها عند موافقتها على المشاركة في محاربة الإرهاب الحوثي والمساعدة في عودة الحياة وتطبيع الأوضاع، وهي مسؤولية كبيرة على عاتقها تعمل بكل جهد في تحقيق وتوفير متطلبات الناس من خدمات ومشاريع وتنمية وتوفير أدنى سبل العيش في المناطق النائية والمديريات التي تعاني من شحة في الإمكانيات والخدمات.

أما في الجانب السياسي والعسكري فدورها لا يمكن الانتقاص منه في تحقيق نتائج مبهرة في الميدان، فشراكتها مع السعودية أثمرت تحرير الجنوب، ولولا العراقيل التي وضعتها جماعة الإخوان التي تسيطر على الشرعية المقيمة في الرياض لكان اليمنييون اليوم يحتفلون في صنعاء بعودة الدولة وسقوط الإرهاب الحوثي.

لكن التمترس الإخواني خلف مصالحه وتنفيذ مشاريع وأجندات قطرية -تركية يطلق رصاصات الغدر ضد الإمارات التي كانت في بداية عاصفة الحزم تستقبل أعضاء من الإخوان في قصورها مرحبة بهم، وآملة منهم التمسك بأهداف التحالف وبالعودة إلى صنعاء فأمدتهم بالمال والسلاح ليقفوا معها ومع اليمن، لكن الطبع غلاب والغدر آفة يتقنها الإخوان.

تحملت الإمارات أعباء الجنوب مع إتاحة حيز صغير للسعودية، وتبنت مواقف تدعم القضية الجنوبية كقضية عادلة لا بد أن يتم حلها بأسلوب يضمن للجميع المشاركة في وضع الحلول وتنفيذها، لكن الإصرار الإخواني على فرض أجنداته بقوة السلاح وهيمنته على الشرعية التي يتستر بها فرضت على القوى الوطنية الجنوبية الممثلة بالمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية في البحث عن أدبيات تمنع غطرسة الإخوان وإجبارهم على الاعتراف بالقضية الجنوبية، فحمل الجنوبيون السلاح ودافعوا عن الجنوب، وساهمت الإمارات معهم عسكرياً وسياسياً.

ليس هناك من حرج على الإمارات في مساندة قضايا عادلة، ولا يمكن أن ينالها شيء من التهريج الإخواني في الإعلام وشن الحملات الإعلامية ضدها، ومحاولة تشويه صورتها.

لن يتمكن الإخوان من النيل من الإمارات كدولة ضمن التحالف العربي رسمت البهجة في وجه الجنوب ولامس الناس وجودها الحقيقي في الخدمات وتطبيع الحياة، ومساندة قضيتهم التي كان الإخوان قد ابتلعوها وأصبحت اليوم هي القضية الأولى والركيزة الأساسية في الحل الشامل للحرب في اليمن، ولا يعنيها ما إذا كان الحل لهذه القضية سيفضي إلى بقاء الوحدة بأي شكل أو الانفصال، فهذا يعود إلى الجنوبيين أنفسهم، وما مهمتها إلا أن تقف مع القضايا العادلة، منها الجنوبية.

ليس تزلفاً للإمارات، ولكن للإنصاف وللتضحيات التي قدمتها في سبيل اليمن وتلك الدماء التي سكبها أبناؤها في كل شبر تحرر من دنس الإرهاب الحوثي ونصرة لقضية الجنوب التي خذلناها مع جملة قضايانا الكثيرة المخذولة من ذواتنا، ومن أجل أن نستطيع المضي في إعادة تشردنا وبعثراتنا وتناثرنا في الاتجاهات حتى أضعنا الطريق إلى الشمال.