محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

حوار جدة "احتواء الانتقالي" أم تحشيد لدبابات الإخوان نحو الجنوب؟

Saturday 14 September 2019 الساعة 08:49 am

توقفت المعارك في شبوة تلبية لنداء الحوار، وذهب الجنوب ممثلاً بالمحلس الانتقالي إلى المملكة لعله يجد لديها ما يوقف خراب الإخوان الممتد على طول البلاد، وبينما الجميع ينتظر بدء الحوار هناك، نشاهد أرتال الدبابات الإخوانية تغادر مأرب نحو الجنوب، كشاهد على النية الخبيثة للإخوان.

والسؤال هنا: هل الإخوان خدعوا المملكة بأهمية وقف الانتقالي ودعوته للحوار والجلوس معه مقابل أن تقوم الشرعية باحتوائه تحت مظلتها؟

أعتقد نعم، لقد خدعوا المملكة مرة أخرى سواءً أكانت تعرف ذلك وتتوقعه وتريد أن تصل إلى حالة معينة مدروسة ومخطط لها أم أنها تفاجأت بتلك الخديعة، ففي كلا الحالتين السعودية هي التي ستتضرر من تبعات مخططات الإخوان.

تعمل جماعة الإخوان في ظل هذا التسكين لحوار جدة على مختلف الأصعدة، في الجانب الإعلامي الذي اتخذ مساراً تصعيدياً غير مسبوق تجاه الجنوب والإمارات والمملكة نفسها، ولضمان استمرار الحملة الإعلامية تقوم بترحيل مفسبكيها ومهرجيها الذين ينعقون من المملكة وتسفيرهم إلى تركيا أو إثيوبيا وقطر لتتفادى الحرج ولتتمكن بسهولة من إنكار انتماء هذه الأبواق إليها وعجزها عن إسكاتهم.

في الجانب العسكري لا تزال الدبابات تعبر إلى الجنوب، ولا يزال الحشد في أوجه، وكأننا أمام ترتيبات لغزوة جديدة ومرحلة جديدة من المعارك التي يعشقها الإخوان وخاصة إذا كانت في أحياء عدن، يريدون أن يعود الإرهاب إليها والفوضى، يريدون أن يعودوا بعناصرهم الإرهابية وأسلحتهم وتطرفهم، إنها حشود الإخوان مهما حاولوا إصباغها بلون وطني.

لا يمكن بعد اليوم أن يفرض الإخوان أنفسهم على الجنوب مهما حاولوا أن يثبتوا للمملكة قدرتهم على السيطرة والعودة، سيفشلون وسينتهي بهم المطاف يضربون على وتر المناطقية وبث الرعب والإرهاب، وتشويه المجلس الانتقالي بكل الوسائل كما هو ديدنهم.

لا بد للمملكة أن تستوعب ما مضى من دروس، وأن تستوعب أنها تراهن على جماعة إرهابية ساهمت في إطالة أمد الحرب والثراء من خلالها وفتح أبواب الاستثمارات مع الحوثي لسلب ونهب أموال وأسلحة دول التحالف، دون تحقيق نتيجة في الميدان.

ما يخص المجلس الانتقالي فمن المحال أن يتم احتواؤه مقابل أن تعود جماعة الإخوان إلى عدن، لقد ولد ليحمل القضية الجنوبية ويقاتل لأجلها، على الرغم أنه يخوض قتاله تحت مظلة اعترافه بشرعية هادي لا شرعية الإخوان، منادياً بإصلاحها لتستوعب كل الأطراف المناهضة لمشروع الحوثي، الأطراف الوطنية التي يتخوف الإخوان من استيعابها والسير نحو تحرير صنعاء وإنهاء الحرب.

الاحتواء الذي تريده جماعة الإخوان وتحجيم للمجلس الانتقالي ومنعه من تجاوز شبوة، والمحاولة قدر الإمكان إبقاءه في مكانه حتى لا يقترب من منابع النفط والغاز التي تسيطر عليها، وكذلك لتسهل عليها مهاجمته في مناطق محدودة، ستفشل ولن يتم لها ذلك ولن تستطيع حتى وإن اختبأت خلف حوار جدة، عجّل الله بظهوره.