عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

الانتقالي.. بين رؤية سياسية للقضية والتخندق الجنوبي

Thursday 19 September 2019 الساعة 03:50 pm

رغم نضال الانتقالي ونقاط قوته، فإنه أيضاً يمر بنقاط ضعف متعددة، وتنقصه بعض جوانب القوة، منها عدم وجود رؤية سياسية وإعلامية متقدمة تمكنه من العمل السياسي بالشكل المطلوب على مختلف المستويات.

مشكلة عدم وجود رؤية، هي مشكلة عامة وقديمة في البيئة السياسية، وليست مشكلة الانتقالي وحسب.

يحقق الانتقالي نجاحاته بناءً على أنه قوة جديدة لديه تحمس واندفاعية للمستقبل، ولما يحظى به من دعم من أشقاء عرب.

حقيقة الانتقالي أصبح قوة عسكرية مكونة من خليط من نضالات جنوبية متعددة المشارب، وهذا يعود إلى وقوفه مع التحالف في الحرب ضد الحوثي، لكنه لم يبلور بعد رؤيته السياسية، فيخطئ حين يريد أن يجعل من الجنوب مجرد أيديولوجية إلى الحد بأن عداوة الشمال وحدها هي رؤيته التي يستفز بها الشعب، واستعطاف لمن يعارضه من الجنوبيين.

يرى الانتقالي بأن دحر الحوثي من عدن حتى الحدود الشمالية الجنوبية ومشاركته بالساحل الغربي، هو نضال كبير قدمه وفاءً للتحالف فقط، ولكن الشمال لم يعد يعنيه، كما ينظر بالريبة لكل من يدعمه سياسياً ويقف معه من أبناء الشمال، رغم أن هذه حالة أصيلة وممتدة من الماضي القريب والبعيد، وأغلب أصحاب هذه المواقف من أبناء الشمال هي قديمة وليست وليدة اليوم، وإن مرت ببعض المنعطفات.
كما أنه يتعامل بحساسية مفرطة مع أي نقد ونصيحة مخلصة يكتبها شمالي، بينما يظل يستجدي ويستعطف جنوبيين وقفوا مع القوى الشمالية لقتله القدامى منهم والجدد.

وهو بهذا يعبر بأن العقلية السياسية للانتقالي ما زالت غير مدركة التجارب السياسية المختلفة التي تشكلت في عدن، من الجبهة القومية وجبهة التحرير، وصولاً للاشتراكي، بأن جميع هؤلاء اكتسبوا الفاعلية والديناميكية السياسية بناءً على تدخلهم بالشمال سلماً وحرباً، من بدايات تأييد ثورة 26 سبتمبر، حتى رئاسة قحطان واستقباله لليسار والقبائل الذين سرحوا من صنعاء بعد محاولة انقلابهم الفاشل، وهاجم بهم الحدود الشمالية.

حتى الاشتراكي ودعمه تشكيل خلايا اليسار المنظمة والسرية بالشمال وقتاله من أجل تخليص الشمال من النفوذ القبلي، وانتقام سالمين للحمدي بمقتل الغشمي، والتقدم الكبير الذي أحدثته الجبهه الوطنية باختراق الشمال حتى أوشكت السيطرة على الشمال لولا أن الاتحاد السوفييتي كانت ضد السيطرة على الشمال، وأوقفت عنهم السلاح وحذرتهم بشدة من مواصلة حربهم.

وكان الاشتراكي قد خاض المعركة ليضع الاتحاد السوفييتي مع الأمر الواقع، لكن كان هنالك تفاهم روسي أمريكي بأن صنعاء تظل بعيدة عن سيطرة الجنوب، ووجد الاشتراكي بأن مخازن أسلحته أصبحت فارغة فعجز عن إيجاد بديل دولي لدعمه بالسلاح.