سمير الصنعاني

سمير الصنعاني

رسالة إلى رسول الله في يوم ميلاده!

Wednesday 30 October 2019 الساعة 07:56 am

سيدي رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليك، لست أدري من أين أبدأ بمخاطبتك، وكيف يمكن لي أن أسطر ما أريد أن أقوله عما نعيشه اليوم مقروناً بك وبميلادك أيها النبي العظيم.

يا رسول الله:
هل تعلم أن يوم ميلادك تحول في اليمن إلى يوم للكذب واللصوصية والفساد والمذهبية ونشر المزاعم والأكاذيب.

هل تعلم أن يوم ميلادك تحول على أيدي مليشيات الحوثي إلى يوم أشبه بعام.. لكنه عام للسرقة والنهب والاختلاس والابتزاز.

هل تدري سيدي الرسول أن الحوثيين الذين حولوا يوم مولدك كخاتم للأنبياء والمرسلين إلى يوم يمارسون فيه كل ما لا يمكن لمن يبجلك ويعظمك ويؤمن بجوهر رسالتك من أعمال وممارسات.

إنهم يا رسول الله، يلغون كل ما جئت به من رسالة مساواة وعدل حين حملت دعوتك مفهوماً للحرية يخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ورسخت مفهوماً جديداً للمساواة: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ويدعون كذبا وزورا أنهم ينتسبون إليك وأن الله فضلهم علينا ومنحهم كما يزعمون حق ان يكونوا سادة وحكاما وان الاخرين مجرد عبيد وخدم لديهم.

إنهم بمزاعمهم وأكاذيبهم ينسفون أهم جوهر حملته رسالتك السماوية وهي الحرية والمساواة اللتان كانتا أعظم مفهومين استطعت بهما ومن خلالهما أن تحدث ثورة في عمق الثقافة والفكر والحياة الجاهلية وتحول من صحراء العرب إلى منطلق لثورة ودين عم ارجاء الارض الناس فيه جميعا سواسية كأسنان المشط لا فضل فيه لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى.

سيدي رسول الله:
هل تعلم أنهم ينشرون أكاذيب وينسبونها زوراً وبهتاناً إليك عن أحقيتهم بالحكم والسلطة، وأن الله فضلهم على كل بني آدم ويمارسون نفس أساليب اليهود والنصارى في التطاول على مفهوم دين الله حين قالوا: (قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ ).

أيها النبي الخاتم..
هل تعلم أن مليشيات الحوثي تمارس بحقك وباسم الاحتفاء بيوم مولدك كل مظاهر الكذب والتدليس والنفاق في المدارس وبين الناس وعبر وسائل الإعلام، وفي المساجد وفي كل مكان يتواجدون فيه... إنهم يحولون يوم مولدك إلى يوم للحديث عن أنفسهم أكثر ألف مرة مما يذكرونك أو يتحدثون عنك... يتحدثون عن زعيمهم عبدالملك الحوثي ويقدسونه أكثر مما يقدسونك.. يدعون أشياء لم تجرؤ أنت وأنت خاتم الأنبياء وأعظم الرسل أن تقولها وأنت تتحدث عن نفسك.. فهم يزعمون بهتانا وإفكا مبينا أن زعيمهم الصريع حسين هو قرين القرآن، وأن سيدهم عبدالملك هو القرآن الناطق، هكذا دون أي خوف أو وجل.

يا رسول الله:
هل تعلم ماذا يفعل من يزعمون انتسابهم لابنتك فاطمة.. إنهم يمارسون باسمك وباسم يوم ميلادك كل أنواع السرقة والاختلاس والفساد والنصب.

إنهم ينسون أنك قلت: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمِ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَأيْمُ اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا». ويمارسون كل أنواع السرقات العلنية والسرية.. يسرقون أقواتنا ويسرقون مرتباتنا ويسرقون الضرائب التي يجبونها منا.. ويسرقون الإتاوات التي يفرضونها علينا ظلما.. ويسرقون حتى ثمن الأقمشة والرقع الخضراء التي يعلقونها في الشوارع كذبا باسمك وباسم ميلادك.

إنهم يفعلون كل ما لم يكن لك أن تتخيله أو تتوقعه من قوم يدعون أنهم من أتباعك ويدينون بدينك بل ويزعمون أنهم ينتسبون إليك.

يا رسول الله:
هل تعلم أن مليشيات الحوثي حولت يوم ميلادك المبجل ورسالتك التي جئت بها رحمة للعالمين إلى يوم ليزعقوا فيها بصرخة الموت ويوم للعن فهم يصرخون بالموت لأمريكا واسرائيل وهم يقتلون اليمنيين... ويصفون كل من يخالفهم أو يرفض صرخة موتهم بالمنافق والفاسق والكافر والخائن والموالي للكفار.

يا رسول الله:
لست أدري ماذا كنت لتقول وأنت تشاهد مليشيات الحوثي تمارس كل هذه الجرائم والمنكرات وكل هذا الظلم والكبر والعنجهية والفساد.. وكل هذا التدليس والتضليل والتحريف والتزييف لرسالتك ولدينك باسم الاحتفاء بيوم ميلادك الذي لا يذكرونك فيه بنسبة واحد في المئة من ذكرهم لزعيمهم وحديثهم عن أنفسهم ومزاعمهم عن أفضليتهم عن بقية عباد الله وخلقه وحقهم في أن يحكموا الناس بالقوة والعنف والسلاح والقتل والفساد.

لكن ما أنا واثق منه يا رسول الله أنك لو كنت اليوم بيننا وشاهدت ما نشاهده وعايشت ما نعايشه ونعانيه من مليشيات الحوثي لأعلنت البراءة مما يصنعون وأعلنت الثورة على جاهليتهم وأعدت الدعوة للإسلام من جديد.