د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

من قطرنة الإمام إلى خضرنة الحوثي!

Sunday 03 November 2019 الساعة 09:09 am

إبان عهد الإمامة طلب ما يسمى بأمير المؤمنين أحمد حميد الدين، من اليمنيين أن "يتقطرنوا" بدعوى طرد الجن.

والقطرنة هي دهن الجسم كاملاً بالقطران أو باللون الأسود الداكن.. وكان الغرض من طلبه هو قياس مدى جهل الناس وتبعيتهم العمياء له.. فتقطرن الشعب كافة حينها ما أثبت للإمام مدى التخلف المشين والتبعية العمياء دون إعمال العقل ولو بشيء من تفكير.

وفي عهد حفيده الحوثي عادت القطرنة من جديد مع اختلاف بسيط هو القطرنة حاليا بالأخضر بدلا عن الأسود.

ورغم الخلاف الكبير بين العهدين من حيث أن كافة الشعب اليمني حاليا متعلم تقريبا.. إلا أن نسبة كبيرة من الناس في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الذراع الإيرانية تقطرنوا تماشيا مع التوجه الرسمي للجماعة، واختلفت القطرنة الخضراء من شخص لآخر، فهناك من قطرن كافة جسده، وهناك من اكتفى بوضع الشعارات والطلاء على منزله أو شارعه، وهناك من أنار مصابيح القطرنة الخضراء في مسكنه أو ممرات حارته، وثمة مؤسسات وشركات عامة وخاصة تقطرنت بالإخضرار أيضاً..

فيما تقطرن مثقفون في وسائل التواصل الاجتماعي بتغيير صور حساباتهم ومنشوراتهم إلى اللون الأخضر صاحب ذلك ابتهاج كبير.

يدعي الحوثي أن القطرنة المخضرية المفروضة هي مطلب إلهي من الله للناس كافة لأجل إحياء ذكرى الرسول وبمقابلها تم قطرنة اليمنيين ماليا بصورة وصلت حد المرور على المنازل وطلب "هدية لرسول الله من قاطنيها" ولم يقف الأمر عند المحال التجارية فحسب، واللافت أن معظم هؤلاء مصدقون بأجر القطرنة وخانعون لابتزاز المليشيا من أجل نيل آجر الاحتفاء بالمولد النبوي وإرضاء آل بيت الرسول الطيبين الطاهرين.

اليوم أرسلت شركة MTN للهاتف النقال رسالة نصية لعملائها تحثهم على القطرنة جاء فيها: "الله سبحانة وتعالى أراد منا أن نحيي ذكر رسول الله وآله الطيبين الطاهرين ونشيد به".. والقطرنة هنا وفق هذه الرسالة هي فتوى حوثية كأمر إلهي يجب الالتزام باسم الرسول لإرضاء آل بيته، من سلالة كهنوت الذراع الإيرانية.