منذ أيام مضت، احتفلت الدول المشكلة لحلف القضاء على الدولة الإسلامية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بمقتل خليفة المسلمين (البغدادي) زعيم التنظيم العابر للقارات. واعتبر كثير من المتابعين لقضايا مكافحة الإرهاب أن الحادثة تشكل ورقة ذهبية للرئيس دونالد ترامب لمواجهة التحديات الداخلية التي تناهض استمرار سلطته في الداخل الأمريكي.
في اليمن، للدولة الإسلامية تواجد واضح البصمات على امتداد الرقعة الجغرافية للبلد. وما يهمنا هو معرفة هل لموت الخليفة البغدادي أي تأثير على تنظيم الدولة الإسلامية في الداخل اليمني!؟
اختلفت منهجية عمل تنظيم الدولة الإسلامية في الداخل اليمني عن أسلوب الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، بالرغم من أن الظروف السياسية في اليمن والصراع العسكري المستمر يسمح لتنظيم الدولة الإسلامية مجاراة رأس التنظيم في العراق وسوريا.. إلا أنه وكما يبدو، يفتقر تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن للعدد البشري أساسًا؛ وذلك ربما لوجود تيار أنصار الشريعة، المكون المحلي الموالي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي ينافس الأول في اجتذاب مناصرين له في الداخل اليمني.
ولذلك شاهدنا منهجية السيطرة على المدن تنفذ من قبل أنصار الشريعة في شبوة، أبين، حضرموت وعدن، بينما اقتصرت منهجية عمل تنظيم الدولة الإسلامية على عمليات الهجوم المفاجئ والعمليات الانغماسية.
وإذا ذهبنا لنمذجة تأثير مقتل أسامة بن لادن على أنصار الشريعة في الداخل اليمني ومحاولة فهم ما سيحدث مع تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن، من خلال المقارنة بينهما، سنجد أن أنصار الشريعة لم تتأثر بل زادت من عملياتها حتى إنها ذهبت حدًا أبعد من خلال سيطرتها على المكلا، عاصمة حضرموت شرقي البلاد، وبعض المديريات في محافظة عدن.
وقياسًا على ما سبق، يمكن القول إن تنظيم الدولة الإسلامية في الداخل اليمني، قد لا يتأثر كثيرًا بمقتل البغدادي، بل قد نشاهد هجمات عميقة ودقيقة قد يعكف التنظيم على التخطيط لها وتنفيذها لأجل رسالة مفادها أنه باقٍ ولم يتأثر بمقتل الخليفة.
وربما في أسوأ السيناريوهات، قد ينتهي التنظيم مع بزوغ تنظيم آخر حيث يغادره منتسبوه إلى التنظيم الجديد أو الانخراط مع المكون المحلي، أنصار الشريعة، وهكذا ستستمر العمليات أيضًا...
الأكيد، أن قادم الأيام حبلى بالمفاجآت. لننتظر!!
---
*عضو مجلس أمناء المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات
عدن، 8 نوفمبر/تشرين الثاني
