عادل السبئي
التحالف والقوات المشتركة.. مرحلة جديدة لعملية التحرير
توالت الأحداث في الساحل تباعاً وبوتيرة عالية خلال الأيام الماضية.
فمن زيارة المبعوث الأممي إلى الانسحاب المفاجئ من تخوم مدينة الحديدة، حيث استوكهولم إلى إعلان التحالف بإصدار أوامره بالانسحاب ثم إعادة تموضع القوات وإعادة الانتشار.
تلاها تحرير عشرات الكيلومترات بظرف ساعات في محافظتي تعز والحديدة بإسناد سلاح الجو لدول التحالف.
ومن خلال تسارع مجريات الأحداث السابقة نستطيع أن نستشف بإن هناك توجها لرسم ملامح مرحلة جديدة وبفاعلين جدد على الأرض بقوى تحمل الهم الوطني وتجعل مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار.
ولكن يجب أن تترافق هذه الخطوة المهمة مع خطوة أهم وهي إقالة الجنرال الأحمر ووزير دفاعه المقدشي وإحالتهما إلى المحاكمة لتقاعسهما بالقيام بالدور المناط بهما في عملية التحرير.
التحالف العربي هذه المرة وضع عينه على الساحل، حيث القوات المشتركة التي تضم في صفوفها حراس الجمهورية وقوات العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية وعلق آماله وآمالنا عليهم.
فقوات علي محسن ضيعت كل الفرص وفشلت في بناء جيش وطني حقيقي، ولاؤه للوطن لا للحزب والجماعة، مما حدا بالتحالف إلى تغيير الأجندة العسكرية واستخدام قوى هي في الأصل موجودة على الأرض أعدت كبديل لفشل محتمل من قوى أخرى كانت تراهن عليها.
سبع سنوات عجاف أشبه بحرب استنزاف ضد التحالف العربي طرفه جماعة خيبت الآمال ولم يستفد فيها من الدعم المادي واللوجستي المقدم لقواتها ولا التغطية الجوية التي يفتقدها العدو.
التقدم والسيطرة على الأرض لجماعة الحوثي لم يكن ناتجا عن قوة بل استغلال الشرعية وظهور جماعة برجماتية انتهازية نفعية تبحث عن مصلحة شخصية آنية ومصلحة الجماعة الحزبية، فاستطاعت أن تنيخ جواد الرئيس عبدربه منصور هادي وتروضه لخدمة أغراضها الحزبية وتحقيق أهدافها المرسومة.
فسعت لإبراز نفسها وتقديم نفسها كقوة يجب الوثوق بها ويجب أن تمنح امتيازات فكان لها ذلك، فسخر لها الدعم المادي واللوجستي وهيئ لها الجو لكن هذا لم يمكنها تماما من السيطرة على زمام الأمور في كل المحافظات المحررة لافتقادها للعنصر الوطني وشبعت الجيش بعناصرها التي لا تنتمي إلى الجيش بصلة، معيارها فقط الولاء الحزبي.
ومن هنا بدأت النكسة، فصار لزاما على التحالف أن يعيد تحالفاته ويعيد ترتيب سلم الأولويات ووضع القوس والنبلة بيد القوات المشتركة حتى تستطيع القيام بدور قوات الشرعية المنكسرة.