لم أتعود متابعة المباريات الرياضية بصورة منتظمة لكنني (الاثنين) وبالمصادفة البحتة، تابعت المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا بين الفريقين اليمني والسعودي للناشئين.
قد لا أكون الناقد الرياضي المناسب لتقييم المباراة فقدرتي على النقد الرياضي لا تختلف عن معرفتي للغة الطاجيك أو لأسماء قبائل أواسط إفريقيا، لكنني أستطيع القول إن الفريق اليمني قد أبدى تفوقا ملحوظا في أدائه طوال الشوط الأول، فكان معظم اللعب في منطقة الفريق السعودي الشقيق، وكان ناشئو اليمن يتناقلون الكرة فيما بينهم بخفة ومهارة واضحتين.
ورغم تغيير خطة الفريق السعودي وسعيه لإحراز نقاط تفوق طوال الشوط الثاني، ومع ظهور حالة الإنهاك على الفريق اليمني، عند اقتراب نهاية المباراة إلا أنه نجح في الحفاظ على النتيجة 1 – 0 لصالح النائشين اليمنيين حتى جاءت الضربة الركنية في الوقت بدل الضائع لتصنع حالة التعادل التي أدت إلى اللجوء لضربات الترجيح لتحديد الفريق الفائز، والتي فاز فيها ناشئو اليمن بأربع ضربات مقابل ثلاث للناشئين السعوديين.
ومن المهم ونحن نتحدث عن هذه المباراة المفصلية أن نشير إلى ما يلي:
1. فوز الفريق اليمني جاء فوزاً مستحقا بلا منازع ولا شائبة أو أدنى سبب للارتياب فالفريق قد كان يستحق الفوز ولو بدون ضربات الترجيح لولا التعادل في الوقت الضائع.
2. إن الفريق السعودي لعب على أرضه وبين جمهوره وهذا العامل يترك تأثيره في النتيجة لكن حضور الجمهور اليمني قد خفف من شعور الفريق اليمني بأنه يلعب في غير أرضه وبين جمهور غير جمهوره.
3. من المهم الاعتراف بفوارق المقدرات المادية والفنية واللوجستية بين الفريقين، وهو ما لا يحتاج إلى مزيد من التفسير لكن يكفي أن نتذكر من أي بيئة جاء الفريق اليمني، مقارنة مع الفريق الآخر والظروف التي يعيشها ويجري فيها تدريباته ومبارياته الودية والتنافسية.
4. ويقتضي الإنصاف هنا الإشارة إلى أن الفريق قد لعب بتكامل وبفنيات متميزة أسهم فيها الجميع، لكن من المهم الإقرار بالدور الرائع للحارس وضاح أنور الذي كان صخرة منيعة في وجه الهجمات السعودية القوية، وخصوصا في الشوط الثاني، وبفضله كان الفوز في ضربات الترجيح، مع عدم الاستنقاص من دور كل لاعب في الفريق.
هامش:
في العام 1993م وأثناء بطولة قارة آسيا للناشئين وبينما كنت منهمكاً في إعداد رسالة الدكتوراه، وكنت لا أعلم حتى أن هناك بطولة قارية، وعندما زرت السيدة بلاجا خريستوفا مدرستي للغة البلغارية لنراجع لغويا معا أحد فصول الأطروحة، قابلتني السيدة خريستوفا ببهجة وبدأت تهنئتي، قائلةً ماذا فعل فريقكم للناشئين بالفريق الصيني، وكنا حينها ما نزال دولة، وواحدة على الأقل لفظياً، ومنها فقط عرفت أن الفريق اليمني قد هزم الفريق الصيني.
ومنذ ذلك اليوم ومع ندرة متابعاتي لأحداث كرة القدم وللرياضة عموما لكنني وصلت إلى استنتاج وهو:
• إن الفريق اليمني للناشئين يستطيع أن يهزم أقوى الفرق على مستوى العالم.
• هذا الفريق عندما يصبح هو فريق الشباب بعد عدة سنوات سيتعادل وقد يهزم من الفرق المتوسطة على الصعيدين الإقليمي والقاري.
• ويستمر العد التنازلي في أداء الفريق فبعد عدة سنوات أخرى وحينما يصبح هو الفريق الوطني فإنه يحصد الهزيمة أمام الفرق الضعيفة مثل النيبال وبوتان وبورما.
لست خبيرا في تقييم هذه القضية لكنني أعتقد أن القات والتدخين والإرجيلة هي من العوامل التي تكبر مع الفريق كلما تقدمت به السنوات.
أخيرا:
لا بد من الاعتراف أن الإرادة والتصميم والاستعداد الكافي والطموح اللا محدود يصنع المعجزات، وهو ما دفعني إلى التساؤل، ماذا لو درب اليمنيون هذا الفريق على ممارسة الإدارة والسياسة وسلموهم إدارة البلد أين كان يمكن لليمن أن تكون؟؟؟!!!
إنها تمنيات وتهيؤات وشطحات تخيلية ليس إلا.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك