الذين يقولون عن القائمين على الهبة الحضرمية إنهم قطاع طرق، يعلمون أن أبناء حضرموت وكل أبناء الجنوب، لم يقطعوا قط طريقاً، ولم يفرضوا قط إتاوةً على عابر سبيل، ولم يختطفوا قط سائحاً أو دبلوماسياً أجنبيًأ بغرض ابتزاز بلده وفرض الإتاوات عليها وعلى ممثليتها في البلد، والذين يتقولون بهذا الأفك يعرفون جيدا من أين أتت هذه العادة القبيحة.
الذين يقولون إن الهبة الحضرمية الثانية تهدد الوحدة الوطنية، لم يقولوا لنا ما هي الوحدة التي يقصدونها، إنهم لا يتذكرون هذه الوحدة إلا عندما يتعلق الأمر بالجنوب وأهله وأرضه وثروته، لكنهم لا يتحدثون عن الوحدة اليمنية عندما تسقط ثلاث محافظات بيد القوات الحوثية في أسبوع واحد.
كما لم يذكروا الوحدة اليمنية يوم سقطت صنعاء بيد الحوثيين ووقعوا مع من أسقطها واستولى على الدولة فيها اتفاقاً أسموه "السلم والشراكة".
الذين يقولون إن الهبة الحضرمية تعطل الاستفادة من الثروات اليمنية يعلمون أن أبناء حضرموت لا يعرفون شيئا عن هذه الثروات ولا إلى أين تذهب ولا من يستثمر عائداتها، إنهم يتباكون على ثرواتهم الشخصية التي يجنونها من خلال سرقة ثروات حضرموت وليس على أية ثروة وطنية تعود بالنفع على الوطن والمواطن.
إذا صحت التسريبات التي تتحدث عن عثور النقاط الشعبية الحضرمية على أسلحة مهربة ومعادن مشعة وأحجار كريمة مهربة من حضرموت، باتجاه مأرب وصنعاء، فإن الهبة الحضرمية تكون قد فعلت ما فعله ذلك الراعي المظلوم الذي ذهب للبحث عن غنمته المسروقة عند أحد لصوص الأغنام، فوجد اللص قد كان وراء فقدان جماله وأبقاره وحصيلة ثمراته الزراعية التي كان يفقدها سنويا دون أن يعلم من يقف وراء هذا الفقدان المتكرر لأملاكه.
لكن هذا الموضوع سنتأكد من تفاصيله ونتناوله لاحقاً.
التحية وتعظيم السلام لكل أبناء حضرموت في الساحل وفي الوادي والصحراء ولكل حضرمي في الداخل والخارج، لوقفتهم وقفة الرجل الواحد التي بها خيبوا ظنون من أساؤوا فهم حِلْم الحضرمي ورباطة جأشه وعفته وحضاريته، فاعتقدوها خوفاً وجبناً وضعفاً، وتبّاً لهم ولظنونهم.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك