اللون الواحد موحش ولو كان لون سلاسل الذّهب.. والصوت الواحد ممل ولو كان زقزقة العصافير وألحان الطيور.
والثقافة الواحدة جالبة للتبلد والجمود، ولو كانت ميراث ساداتنا وكبرائنا.
أما الزعيم الواحد الملهَم، فمصيبة الأمم وكارثة على الشعوب، تبدأ بالطغيان وتعبر بالكهنوت وتنتهي بالفرعنة والتأله.
أسعد الله حياتكم بكل تنوع، يبعث على بهجة الروح وتوازن الحياة، فلا شيء واحد سوى الواحد الأحد.
* * *
ليس من المنطق العلمي ولا من الواقعيَّة أن تجعل نفسك معياراً للحقيقة؛ بحيث ترى أن ما سبق إليه فهمك وتَقَبَّله ذكاؤك هو الصَّواب المطلق، وما لم تهتدِ به إلى رؤية، ولم يستوعبه فهمك فهو إفك مبين؛ بل إن هذا مسلك من مسالك الحَجْب عن المعرفة، وقديماً {قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}.
نعم.. ما يبدو لك هو صوابٌ، لكن بالنسبة لك فقط؛ لكونه تشكل في ضوء ما توفَّر لك من مُعطيات معرفيَّة وقدرات ذِهْنِية وتجربة حياة.
ومن المؤكد أنك إذا لم تتوقف عن البحث والنَّظر ولم تَسُد آفاق المعرفة بغرور أو جمود أو تبعية، فإنك ستجد كثيراً مما هو جدير بالاهتمام والتأمل؛ بل والتَّحَوُّل أيضاً.
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك