كتلميذ غبي لا يملك سوى أن يهز رأسه، جلس أبو علي الحاكم ومن حوله نفر من العابثين باليمن يستمعون محاضرة توجيهية لأحد الإرهابيين الذين أرسلهم حزب حسن نصر الله إلى اليمن، يذكرهم فيها بأنهم -أي مقاتلي الحزب وخبرائه- تركوا كل شيء خلفهم وجاءوا إلى اليمن، وواعداً إياهم بمزيد من المقاتلين والدعم مع نهاية الحرب في سورية، حيث إن حزب الله وزعيمه الإرهابي حسن نصر الله يولي الحرب في اليمن أهمية وتركيزا كبيرا، وهذا بالطبع وفقاً لرغبات إيران وتنفيذاً لتوجيهات الحرس الثوري في طهران.
اللافت في الأمر هو خوف داعمي الحوثي وداعمي داعميه من استعادة اليمنيين لمدينة الحديدة، كونها المعركة الفاصلة التي ستقضي على مشروع إيران وتنهي الدعم للأدوات الإيرانية في اليمن، فالحديدة معركة مفصلية خانتها الشرعية، وباعتها كل الأطراف، وبضغط أممي تمكن الحوثي من التقاط أنفاسه، وترتيب صفوفه، وتعزيز هيمنته على الشريان الرئيسي الذي تضخ إيران وحزب الله عبره كل سبل البقاء لذراعهم في الداخل اليمني، وهذا كله يحتم على التحالف والمجتمع الدولي وكل الأطراف اليمنية ضرورة الإسراع واستعادة زمام المعركة والتوجه نحو مدينة الحديدة إن كانوا يريدون جميعاً كسر مشروع الشر والتمدد الإيراني، وتجفيفا حقيقيا لمنابع الإرهاب والتسلح الحوثي، وأيضاً إن كانوا جادين في تحقيق السلام لليمنيين، فالسلام يأتي عندما تفقد هذه الجماعة المتطرفة سبل الدعم والإمداد، وتوقف تدفق المعدات والخبراء عبر ميناء الحديدة، وما ورد في الفيديو الذي كشف عنه التحالف يؤكد ما يؤمن به اليمنيون ويعرفونه ولطالما أشاروا إليه، وهو تورط حزب الله المصنف إرهابياً في الحرب اليمنية وإطالة أمدها، وأثبت أيضاً أن الحوثي مجرد أداة منفذة وتلميذ غبي يقوم بما يطلب منه فالمشروع والمخطط وثمرة أي نجاح له تصب في خدمة إيران ومشروعها التوسعي.
لم يعد الأمر سراً ولم يكن يوماً شيئاً غامضاً، فالأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعلمون مدى التورط الإيراني، ويعلمون كل طرق التهريب المتبعة لدعم الحوثي، ولكنهم يتلكأون في وقف كل ذلك ويتحججون شأنهم شأن الشرعية باتفاقية السويد الملعونة، ويمارسون الضغوط لحماية الحوثي وتحصينه وتمكينه من مدينة الحديدة التي حولها إلى محطة لاستقبال الموت والدمار لليمنيين، فتباً لاتفاقية استوكهولم، وتباً للشرعية والمجتمع الدولي إن لم تتحركوا لتحييد هذه المدينة وتأمينها وتأمين خط الملاحة الدولية في السواحل اليمنية ووقف ما يتدفق إليها عبر البحر من خبراء طهران أو إرهابيي حزب الله اللبناني.