القوى السياسية التي تحاول حرف مسار الهبة الحضرمية وإقحامها بموضوع (الجنوب والشمال) هدفها من وراء تلك المحاولة لا يحتاج لفطنة كبيرة.
الهبة لم تقم ضد جنوب ولا شمال، وإنما ضد سلطة فاشلة وفاسدة وظالمة، وتحتاج إلى تعاطف ودعم الجميع داخل حضرموت وخارجها.
محاولة فصلها عن محيطها، وإرسال رسائل سلبية لجيرانها، هي محاولة لخلق المزيد من الألغام والأعداء في طريقها.
كما أن محاولة مساواة علاقة حضرموت بالمحافظات المجاورة لها، التي تشكل امتدادا طبيعيا وبشريا لها، والتي كانت معظمها في الماضي جزءا منها بالمحافظات الأخرى البعيدة عنها، فيه تعسف كبير ليس على مستقبلها فقط بل وعلى تاريخها.
القوى المستفيدة من نهب ثروات حضرموت، ومن تسعى لجعلها الوطن البديل ستظل تحاول تمزيق نسيجها الاجتماعي، وتدمير علاقتها بمحيطها الجغرافي حتى تظل ضعيفة ومعزولة ويسهل الاستمرار في الهيمنة عليها.
* * *
فرق بين من يقاتل من أجل أرض ودين، ومن يقاتل من أجل منصب وسلطة، الأول يبحث عن النصر والشهادة، والثاني يبحث عن الهربة والسلامة.
* * *
من هرب وسلم المناطق لأتباع المشروع الإيراني قوات وطنية، ومن يضحي بدمه لتحريرها مرتزقة الإمارات.
المشكلة أن مثل تلك العقول التي عماها التعصب للذات والكراهية للغير تريد أن تقود دولة، ومش أي دولة وإنما دولة اتحادية حديثة.
* * *
كل حرب ولها ضحاياها والعبرة المهمة في كل حرب هي النتيجة.
حرب الألمان على مدينة ستالينجراد التي استمرت خمسة أشهر سقط فيها أكثر من مليون قتيل، وكانت نتيجتها ليس فقط تحرير المدينة واستسلام الجيش الألماني بكامله، بل وتحول الجيش السوفيتي بفعل تلك التضحية من قوة ثانوية في أوروبا إلى أعظم قوة فيها.
عزة وكرامة الشعوب لا تصنع بالبكاء والدموع.
* * *
لكل مقام مقال، ولكل نقد وقت، النقد البناء هو الذي يقال في وقته المناسب، أما النقد الذي يقال خارج الوقت المناسب فهو نقد هدام ومدمر مهما كانت نوايا صاحبه.
من يوبخ ابنه في صباح يوم الامتحان على تقصيره في أيام الدراسة، يسهم بنية طيبة جدا جدا في فشله في الامتحان وفي تدمير مستقله برمته.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك