سامي نعمان

سامي نعمان

تابعنى على

الأديب محمد ناجي أحمد واغتيال في وضح النهار

Sunday 09 January 2022 الساعة 07:00 pm

سألني صديق هل تعتقد أن الحادث الذي تعرض له محمد ناجي أحمد كان محاولة عابرة.

أجبته بأنه حادث مدبر بامتياز وعملية اغتيال في وضح النهار وعلى مرأى من الكاميرات والنقاط الحوثية التي غدت تقتل سائقي الدراجات النارية لمجرد تجاوزهم علامات المرور ناهيك عن صدم إنسان.

هي حادثة مدبرة، حتى يثبت بالدليل القاطع ما يثبت عكسها.

رحمك الله، محمد ناجي أحمد..

*   *  *

"أخشى الاعتقال أكثر من خشيتي للموت (...) رهاني أن الموت راحة، فعلى الأقل ليكن في حالة دفاع وهجوم لا صمت."

هذا ما كتبه ذات نقاش بيننا في 26 نوفمبر الماضي الكاتب والأديب والناقد محمد ناجي أحمد الذي رحل السبت بعد أيام على تعرضه لحادث مروري فتاك بدراجة نارية.

هي فاجعة أخرى تنزل علينا.. حديث الموت يبدو كان قريباً وكان يتحينه.

ما هذا الرحيل المبكر.. أولم تخبرني قبل أسبوعين تقريبا  بعد حديثنا ذاك عن الموت، أنك في مهمة مضنية ومرهقة لترميم سطح منزلك الشعبي في ضواحي بعيدة في مكان "وعل" في الحوبان بعدما تهدم جزء منه ليكون ملاذاً لك ولأسرتك بعد أن تنهي البنات دراستهن الجامعية.

قبل أيام كتبت آخر ما لديك بكلمات متقطعة، على غير عادتك، عن الحادث وملابساته كأنها روحك التي تخرج في تلك الحروف المهتزة على غير عادتك.. 

كان لديك الكثير الكثير لتكتبه يا صديقي، فكانت النهاية أقرب.

ما هذا الوجع الكثير صديقي محمد؟ ما هذا الحزن الكثيف الذي نزل علينا الليلة؟

يا للخذلان الذي عشته في سنواتك الأخيرة.

رحل محمد ناجي أحمد عزيزاً كريماً بعدما عانى أشد المعاناة في سنواته وأيامه الأخيرة، من ضيق الحال، لكنه ظل متماسكاً، لم يشكُ ولم يتوسل ولم يمد يده.. ولم يبُحْ بحاله ومعاناته لأحد.

آآآه ملء الدنيا..

رحمة الله تغشاك يا صديقي..

وتعازينا لأسرتك جميعاً.

"إنا لله وإنا إليه راجعون".

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك