في غضون أيام تمكن عمالقة الجنوب وأحرار شبوة من إعادة الأمل لليمنيين التواقين للخلاص من عصابة الحوثي، بعد سنوات من الإحباط والكر والفر، والخديعة والخذلان الذي لازم سير معركة التحرر الوطني طيلة أكثر من نصف عقد من الزمن، نتيجة الحسابات الحزبية والتخندقات السيئة التي أضرت باليمن وجعلته لقمة سائغة للحوثيين.
عشرة أيام فقط كانت كفيلة بتدمير هالة الحوثيين، وكسر عنجهيتهم، وكان لعمالقة الجنوب القول الفصل في ذلك، ليقدموا للجميع درساً بليغاً في معنى التضحية الحقيقية والفداء، ومعنى أن يؤمن المرء بقضيته ومعركته ويرسم النصر هدفاً مقدساً يستوجب الوصول إليه دون الالتفات للحسابات الضيقة والمصالح الشخصية، فمضوا واثقين بالله، مؤمنين بقدسية المعركة، موفين بالعهد الذي قطعوه دينياً ووطنياً وعروبياً للأشقاء في التحالف الذين كانوا خير معين وسبباً رئيساً من أسباب غسل عار التسليم الغريب الذي صار في مديريات شبوة الثلاث (بيحان ،عسيلان، وعين).
ما حدث من انتصار مشهود ضد العصابة الحوثية، وما لحق بهم من خسارة وتنكيل على يد أبطال وأحرار النضال في شبوة وحريب، أصبح حديث اليمنيين ومصدر فخرهم ونشوتهم، ولم أر في حياتي فرحة يعيشها اليمنيون وخصوصا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، أكبر من فرحة الناس بكل هزيمة وانكسار لهذه الجماعة السيئة فعلاً وعملاً.
فالمواطنون يتوقون للحرية ويتابعون التحركات العسكرية بشراهة قوية ويفرحون بحذر رغم القبضة الظالمة، ولسان حالهم يقول: ليت كل القوات المسلحة عمالقة، وليتنا نرى تحركا لعمالقة الشمال لتخليص محافظاتهم كما فعل عمالقة الجنوب، خصوصاً وأن وضع أي قوة سوف تتحرك بصدق نحو الشمال أفضل بكثير من غيرها، يكفي أنها ستكون مسنودة بالعمالقة الجنوبية لتمضي غير خائفة من الغدر والخيانة.