القتلى في صفوف مليشيا الحوثي بلا حساب في مأرب.
كالعادة، الحوثي غير مهتم، لأنه لا ينظر لمقاتليه إلا باعتبارهم مجرد أتباع عليهم الموت من أجل نصرته!.
"زنابيل" من صدق.
* * *
هو جهل المجتمع وإلا فعبدالملك الحوثي كان سيبقى شخصاً مغموراً. للأمر علاقة بالجهل وليس بالسماء والقدرات الذاتية.
في المجتمع المصري، مثلاً، كانت أقصى طموحات عبدالملك الحوثي ستكون العمل كبواب في عمارة سكنية.
تقلبات التاريخ تضع، أحياناً، حياة شعب بأكمله في يد شخص مغمور مكنته الخرافة من لعب دور "القائد".
* * *
كان حسين العجي العواضي محافظاً لمحافظة الجوف، فشن عليه حزب الإصلاح حملات حتى تمكن من إقالته وتعيين أمين العكيمي بدلاً عنه.
العواضي شخصية محنكة، وكان جاداً في قتال مليشيا الحوثي، وبسبب حملات "الإخوان" تم إزاحته وتعيين أرجوز بدلاً عنه!
العكيمي قضى على كل إمكانية لمقاومة الحوثي في الجوف، ولم يسمح حتى لقائد المنطقة العسكرية السادسة حينها (هاشم الأحمر) من ممارسة مهامه في الجوف.
كان هاشم يريد فتح جبهة قتالية ضد الحوثيين من الجوف إلى حرف سفيان، لكن العكيمي رفض ذلك، وعندما تدخل السعوديون لإقناعه قال: "الله في السماء وأمين العكيمي في الجوف"! وتم تسليم الجوف لقمة سائغة للحوثي.
طبعاً، ضغائن بين العكيمي وهاشم الأحمر، وصلت، فيما بعد، حد اشتباكهما بالأيدي في العاصمة السعودية الرياض؛ عندما التقيا صدفة في باص تولى نقل شخصيات يمنية إلى القاعة التي تم فيها، عام 2019، التوقيع على اتفاق الرياض، بين الحكومة والمجلس الانتقالي.
المطلوب الآن تعيين محافظ جديد لمحافظة الجوف، وإعادة بناء نواة لجيش حقيقي يقاتل فيها.
ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بعيداً عن هيمنة وتدخلات علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك