إن أردتم الحقيقة حول الرئيس علي صالح من حيث التقييم لسلوكيات تعامله مع الآخرين الفرقاء والخصوم سواء عهد ولايته او فيما بعد تسليمه للسلطة بموجب المبادرة الخليجية 2011.. فلن يستطيع احد ان ينكر بان ايجابيات كثيرة كان يمتاز بها، وهناك اخرى سلبيات واخفاقات وكبوات ومآخذ عليه كغيره من الحكام.
ولكن الميزة التي غلبت عليه باكثر ايجابية حد التميز المتفرد عن كافة قيادات الحلفاء والخصوم والفرقاء معه وضده هي ميزة التسامح والعفو ومرونة الاحتواء للخصوم وتناسي الاحقاد الى درجة قبوله بمبادرة التنازل للخصوم بتسليم السلطة عقب حادث غادر استهدف حياته في عقر داره ومركز سلطته واحرق جسده وقتل كثيرا من صفوته القيادية معلنا عقبها العفو ومبادرا في التسامح رغم تملكه زمام السلطة والقوة العسكرية والمال والنفوذ.
الامر الذي جعله على قدر كبير من المرونة للانتقال بسهولة من صفحة الأحقاد الى صفحات جديدة متناسيا ثأر ماضيه القريب.
كما امتدت تلك الميزة (التسامح) إلى تكريسه لها في حزبه "حزب المؤتمر" الذي امتاز تاريخه باحتواء الجميع في اوساطه دون انتقائية أو تمييز وتجسيد مرونتها النسبية بدرجة ايجابية في شراكته او قبوله بالآخرين.
واعتقد أن هذا التميز يعد مكسبا تاريخيا للمؤتمر يتوجب الحفاظ عليه والاستمرار في تجسيده عمليا.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك