ماريا معلوف
أيها الحوثي.. هذا ما جنته يداك وستبقى عواصمنا آمنة
الضربات الموجعة التي وجهها التحالف ودولة الإمارات إلى البؤر الإرهابية في صنعاء والتي أتت ردا على العدوان الحوثي الغير مسبوق الذي طال العاصمة الإماراتية.
إنما هي نتيجة طبيعية لهذا الاعتداء الحوثي، الذي لم أجد أسبابا له سوى أنه ربما يكون توجيها من نظام الملالي كورقة ضغط في مفاوضات فيينا أو ردا على حالة الإحباط، التي شعرت بها الميليشيات الحوثية بسبب تحرير شبوة متناسيين أن العاصمة الإماراتية هي الأكثر أمانا في العالم وستبقى كذلك رغم أنف تلك الميليشيات الانقلابية.
لقد رأينا جميعاً فصلا استثنائيا من فصول الإرهاب الحوثي تجاه دولة الامارات، والذي لم يتوقع الحوثيون الجحيم، الذي سيلحق بهم بعد ساعات من عدوانهم وسيرون خلال الايام المقبلة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه تلك الجرائم الحوثية بل أن الحوثي قد انتهى سياسيا بفعلته الشنعاء هذه ولن يكون بمقدوره لاحقا أن يتحول إلى كيان سياسي.
لقد ظنت تلك الميليشيات الانقلابية الحوثية أن استخدامها المتواصل للمسيرات واستخدامها كذلك أنواعاً مختلفة من الألغام المضادة للأفراد، والتي تعد من أخطر الأسلحة العشوائية المحظور زراعتها في مناطق مأهولة بالسكان، وأن ابتكارها طرقاً وأساليباً جديدة في استخدام الألغام المضادة للمركبات، وتحويل استخدامها إلى مضادة للأفراد، بقصد إحداث أكبر قدر من القتل والإعاقة والضرر للمدنيين الأبرياء سيمنع قوات التحالف من بذل المساعدة بكل أنواعها للشعب اليمني.
واليوم سترى تلك الميليشيات أن مسيراتها سترتد عليها وأن الشعب اليمني سيعود إلى محيطه العربي وستعود هي إلى الكهوف التي أقامت فيها على مدى العقود الماضية.
اليوم طلبت الإمارات مدعومة من كل أشقاءها العرب من الولايات المتحدة إعادة إدراج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب، على خلفية الهجوم الذي تعرض له مطار أبوظبي بطائرات مسيّرة، كما تحدثت عن تحركات للدولة ضد الجماعة في مجلس الأمن وأنها تحتفظ بـ"حقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية، وهذا التصعيد الإجرامي الآثم ذلك أنه إذا استمرت الميليشيات ولم تُردع أو تُوقف عند حدها، ولم يكن هناك ضغط من المجتمع الدولي عليها، فستكون خطرًا وتهديدًا على المنطقة كلها وكل ما فعلته لن يثني دول التحالف، عن استمرار جهودها لتحرير اليمن من الميليشيات، ولن تعرقل العملية التي أطلقها التحالف باعتبارها مرحلة مفصلية في مسار الحرب ولن تكون مثل سابقتها، وهو ما يدركه الحوثيون جيدًا، ولهذا قاموا باعتداءاتهم.
لقد كانت تلك الميليشيا سببا في تنامي النفوذ الإيراني جنوب الجزيرة العربية عبر الدعم المالي والسياسي والإعلامي الذي قدمه نظام الملالي للحوثيين بهدف السيطرة على اليمن ودعم الانقلاب ومحاولة تطويقها للسعودية بمحاصرتها من كل الاتجاهات عبر الطموح الإيراني في السيطرة على جنوب الجزيرة العربية ومضيق باب المندب، لما له من أهمية استراتيجية كبرى، ومن ثم تهديد حرية الملاحة في تلك البقعة الاستراتيجية، لخدمة مشروعها الصفوي، لكن التحالف الخليجي والعربي كان لهم بالمرصاد واليوم ظن المشروع الحوثي أنه سيهدد أمن العاصمة الإماراتية.
لكنه تفاجئ بشن ضربات جوية قضت على كل مكونات مسيراته وسيتمكن الشعب اليمني والجيش اليمني من القضاء على الإرهاب الحوثي وواده في مهده.
اليوم تهرب تلك الميليشيات وتعود إلى حجورها بعد فشلها في إدارة شؤون الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فمؤشرات الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات، وانهيار المستوى المعيشي لليمنيين، براهين دامغة على سوء إدارة الحوثيين لمؤسسات الدولة، واستشراء الفساد في جميع تعاملات الحكومة. ولم تنجح تلك الميليشيات سوى في تحويلها المؤسسات الخدمية إلى مراكز جباية، لتمويل مشروعها العدواني الذي يتحطم الآن تحت نجاحات الطيران الإماراتي وقوات التحالف.
إنها الإمارات التي ستبقى آمنة شاء من شاء وأبى من أبى.
نقلا عن سكاي نيوز *