رحل ريان، الطفل الذي أيقظ الضمير الإنساني ووحد بني البشر دون تمييز حوله وحول مأساته التي ظل الناس مشدودين لمعرفة نهاياتها، وتابعوا بكل اهتمام محاولات إنقاذه.
كان قدر ريان أن يسقط في البئر دون تعمد، فتسلطت كل الأضواء الإعلامية حوله، رحمة الله عليه، فيا ترى متى تتسلط الأضواء على أطفال اليمن الذين أسقطهم الحوثي عمداً في بئر الجوع والظلام، وأرسلهم إلى أقصى درجات البؤس والحرمان.
في بلادنا ألف ألف ريان يهوي به الحوثي يومياً إلى قاع سحيق من التخلف، والكهنوت، ويعمد على تسليمه لقمة سائغة لمخطط ملالي طهران من خلال زرع ثقافة الموت والإرهاب، ويعزز ثقافة عدم القبول بالآخر ورفض التعايش السلمي، فهل يستحق أطفال اليمن عمليات إنقاذ من هذا الغول والظلام والمجهول والإرهاب الذي يرسمه الحوثي لهم؟!
أطفال كُثر بترت ألغام الحوثي وعبواته الناسفة أطرافهم، ليرافقهم الألم والعجز ما بقي لهم من عمر في حياتهم، يموتون بالحسرة، ويتألمون دون أي التفاتة صادقة تجاههم... فقد سلم المجتمع الدولي مصيرهم للحوثي، وغض الطرف عن كل جريمة بحقهم.
ريان ليس اسما لشخص واحد تعرض لمأساة، بل صحوة يفترض أن تستمر للضمير والتضامن الإنساني ليبحث عن مأساة الأطفال في كل العالم، وحينها سيجد أن الملايين من (ريان) قد سقطوا في آبار سحيقة من العوز والانتهاكات والاستهداف، ولا شك أن أطفال اليمن نالوا القسط الأكبر من القتل والجوع والانتهاك على يد مليشيات الحوثي التي جندتهم وأعدمت طفولتهم في جبهات قتالها العبثي.
انتهت مأساة ريان وارتقت روحه لبارئها، وبقت مأساة أطفال اليمن مستمرة وستتزايد ما دام الحوثي يعبث دون رادع، وما دام الإعلام يتعامل بخجل مع ما يتعرض له اليمن واليمنيون على يد ذراع إيران في اليمن.