"حرب المصروف"، و"هم متفقين" بهذه العبارات يعلق أغلب اليمنيين الذين تملكهم اليأس على اشتعال أي جبهة يديرها الإصلاح ويشرف عليها علي محسن الأحمر المتقلد منصب نائب الرئيس، والقائد العسكري لتنظيم الإخوان في اليمن -حزب التجمع اليمني للإصلاح- ودوماً تنتهي تلك المعارك بالانسحابات والتراجعات غير المنطقية، رغم ما تحظى به من دعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، في مشهد تكرر للمرة الألف دون أي محاسبة للمتسببين في تلك الانتكاسات من القيادات المهترئة التي تعاني من فشل مزمن جراء خضوعها للحسابات الشخصية والحزبية بعيداً عن الوطن والأهداف التي يؤمن بها عموم اليمنيين واخوانهم في التحالف.
سبع سنوات من الدعم والإسناد والمشاركة الجادة بالمال والسلاح والدماء قدمها التحالف العربي في اليمن، كانت كفيلة بتحرير كل اليمن منذ وقت مبكر، لولا التخادم الإصلاحي مع الحوثيين، وخلقهم حالة من اليأس في قلب المواطن اليمني نتيجة الخيانات التي يشهدها والتقدمات الوهمية التي يقرأ عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، والانسحابات المتتالية التي تتم من قبل جيش علي محسن لصالح الحوثيين دون قتال كما جرى في نهم والجوف ومديريات شبوة ومؤخراً ما نراه من تراجع في جبهات حرض وتعز، كل ذلك يؤكد أن حرب الإصلاح وجيشهم ليست في صالح اليمن ومستقبل شعبه، بل مسخرة لحماية مصالح الحزب وشخصياته، وإلا ما هو التفسير المنطقي والعقلاني لاستبقاء علي محسن للقوة العسكرية في المنطقة العسكرية الأولى دون أن يتم تفعيلها ضد الحوثيين في مختلف الجبهات التي يجب أن تشتعل جميعها، بدلا من إشعال جبهة وإيقاف الجبهات الأخرى.
من المعلوم أن اتفاق الرياض الذي يقف الإصلاح وعلي محسن عائقا أمام تطبيقه، ينص على ضرورة توجيه كل القوة لحرب الحوثي، والانتصار عليه لاستعادة اليمن وخلاص اليمنيين، إلا أن حزب الإصلاح المخترق لحكومة الشرعية، لم يكتف بإفشاله وعرقلته مسار اتفاق الرياض الذي انقضت مدته الزمنية، ولم يعد تمادي الحزب الإخواني في علاقاته سيئة السمعة مع الجماعة الحوثية، فهذا أمر بات معروفا للجميع وهو أمرٌ يمثل طعنة شديدة الغدر بالتحالف العربي.
هذه الخيانات والجرائم الإخوانية غير جديدة بأي حالٍ من الأحوال، فعلى مدار سنوات الحرب قام علي محسن في كثيرٍ من الأحيان بتسليم مواقع مهمة للحوثيين وتجميد جبهات أخرى، وهو ما كبَّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا، وها هي السعودية على وجه الخصوص تتجرع خيانة جديدة في حرض، وتدفع ثمنا باهظا جراء تمسكها بالفاشلين من أمثال علي محسن والمقدشي وجيشهما الوهمي، وسيبقى الحال على ما هو عليه ما لم يستفق التحالف ويعالج مكامن الخلل، ويختر حلفاء انقياء مؤمنين بذات الأهداف التي تضمن استعادة اليمن لدولته ومؤسساته وأمنه، وبما يضمن الأمن القومي الخليجي والعربي عموما.