صحيح أن الحروب تتسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلدان التي تدور فيها، لكن الصحيح أيضا أن ما نعيشه اليوم من تدهور في الحياة العامة ليس سببه الحرب فقط، بل وأكثر منها الفساد.
الحكومة ليست لها علاقة مباشرة بملف الحرب، ولا تتحمل مسؤولية الإنفاق عليها، ومن ينفق عليها هو التحالف.
الفساد وسوء الإدارة هو المسؤول الأول عما نعانيه اليوم من أوضاع صعبة وتدهور في كل الجوانب.
تضخمت مؤسسات الدولة التابعة للشرعية بشكل لا يصدق بسبب الرشوة والمحسوبية الحزبية والقبلية والمناطقية، جيش وهمي تضاعف في الكشوفات حتى وصل فوق النصف مليون.
هناك أسر بل وقرى بكامل سكانها، نساء ورجال وأطفال، في كشوفات الجيش الذي ليس له وجود في ميدان المعركة، وهناك ألوية ليست لها حتى معسكرات أو مقرات.
وجيش آخر تضخم في السلك الدبلوماسي يستنزف معظم موارد العملة الصعبة الشحيحة للبلاد، وأصبح أضعاف ما كان عليه قبل الحرب، في وقت كان يفترض أن يحدث العكس، ومع ذلك فمعظمه موالٍ للحوثي.
وجيش آخر من جيوش الفساد محسوب على الشرعية في المحافظات التي يديرها الحوثي، كشوفات كبيرة من المناصب القيادية الوهمية، محافظين ومديري عموم وأمن، ومديري مديريات ورؤساء جامعات ونوابهم وعمداء كليات، وغيرها من "مناصب الريح"، ويستلمون مرتباتهم وموازناتهم من حكومة الشرعية كل شهر، وهم نيام في فنادق مأرب أو عدن أو الخارج، من دون أي منطق..!
وجيش آخر من أصحاب الطبول والمزامير وأطفال التحريض في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين راتب أقل واحد منهم أكثر من عشرة أساتذة بالجامعة.
بلاد غارقة على ذلك النحو من الفساد وسوء الإدارة فنتيجة الأوضاع فيها معروفة سلفا، كل يوم أسوأ من يوم، إلى أن يفرجها أرحم الراحمين.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك