انعدام سبل الحياة في بلادنا أهان الأشخاص المحترمين، وأرغم الكثير من الهامات اليمنية المرموقة على الخروج للبحث عن حاجات حياتهم، خصوصًا الشخصيات التي آثرت الوطن ورفضت المغادرة، مثقفين وأدباء ودكاترة ومسئولين وقيادات شرفاء وقدماء ونماذج كبار في السن، لا يسعهم البقاء في بيوتهم والانتظار.
خرجوا بالفعل ليحصلوا على سبيلهم ورزق عيالهم.
البقاء والعجز يحفر منذ سنوات في نفوسهم ويقتلهم، ويبعث في رؤوسهم أمنيات الموت والانتهاء من الحياة إذا كان ما تبقى فيها مهانة ومذلة.
أعضاء من مجلس النواب لا يملكون قيمة المواصلات، أعرف بعضهم، وفي بيوتهم لا يمتلكون بالحد الأدنى ما يكفي عيالهم ويومهم.
وآخرون من دكاترة جامعات وقيادات مؤسسية، مدنية وعسكرية قديمة وحالية، أرغمهم الفقر على انعزال الحياة والانطواء في البيوت، لتصبح الدولة وسياقاتها ومؤسساتها للمسيطرين عليها بالقوة والنسب.
ليس هذا عدلًا وخيالًا، إنه واقعنا ومصيرنا، وليس في موارد الدولة نصيب لأحد، لإنها لهم، ولمن يموت في صفوفهم وصرخاتهم..!!
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك