د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

"المجلس الرئاسي".. هل هناك ما يبرر التفاؤل؟!

Saturday 09 April 2022 الساعة 12:02 am

في ظل قيادة كانت مهزوزة، ومنخورة حتى العظم بالضعف والفساد واللوبيات الانتهازية.. كانت "القضية اليمنية" قد تحولت، من قضية وطنية عادلة، لإسقاط الانقلاب، إلى صراعات ومناكفات فئوية بين مكونات الصف الجمهوري.!

وبالتالي كانت قد وصلت منذ سنوات إلى طريق مسدود، ولم يكن هذا الغرق بالفشل يخدم أحدا، بجانب الفاسدين والمرتزقة وتجار الحروب.. إلا جماعتين: 

• "الجماعة الحوثية" التي استفادت إلى أبعد مدى من ضعف وترهل "الشرعية"، وتوقف أو تساقط الجبهات المقاومة، وتمزق وتناحر خصومها في الصف الوطني.

• وجماعة الإخوان، التي استفادت ماديا وعسكريا وسياسيا، وكونت عدة دول داخل الدولة، وجيرت "الشرعية" لخدمة أجندتها المحلية والدولية باستعداء الشركاء في الداخل، والحلفاء في الخارج.

البارحة فقط. تغير هذا الوضع تماماً، وقد أكون متفائلا أكثر من اللازم، بالتغيير الأخير في رأس هرم القيادة السياسية، لكن التشاؤم الذي يداهمنا جميعاً في العادة مع كل تغيير، لا يوجد ما يبرره هذه المرة، وهناك مؤشرات موضوعية قوية على أننا مقبلون على مرحلة جديدة مختلفة بشكل إيجابي.

من هذه المؤشرات، أن هذا التغيير. لم يكن تقليديا ولا شكليا، فلم يتم باستبدال أشخاص بأشخاص آخرين، بل يمكن الحديث بثقة عن تغير "الشرعية" بشكل جذري وشامل، من حيث الكينونة والكيان والوظيفة، عودا بالقضية اليمنية إلى مسارها الصحيح.

خروج الرئيس هادي ونائبه من اللعبة، هو بحد ذاته قطيعة مع مرحلة طويلة من الضعف والترهل والفشل، فضلا عن استبداله بـ"مجلس رئاسي" وفق معايير حققت التنوع المكاني والسياسي والاجتماعي.. بما يكرس الوحدة الوطنية، ويضمن العمق والامتداد الشعبي للقيادة السياسية.

والأهم هو كون معظم الأعضاء الثمانية لهذا المجلس، ذوي خلفيات عسكرية، وقيادات لكيانات عسكرية كبيرة ونوعية، ما يلبي مطلب المرحلة المتمثل بالأولوية العسكرية في التعامل مع الانقلاب المسلح الذي لا يؤمن بغير القوة والغلبة.

وسوى الأشخاص، ضمن تشكيل هذا المجلس تمثيل كيانات كانت محسوبة خارج إطار الشرعية، ورغم كون هذه النقطة كانت مشكلة في الشرعية التي تم احتكارها من قبل أطراف معروفة، فقد كان يتم توظيف هذه النقطة ضد هذه الكيانات الوطنية التي هي من أشد وأقوى خصوم الجماعة الحوثية.

أخيرا.. تظل المسألة برمتها مرهونة بأداء هذا المجلس خلال الفترة القادمة، أولاً: من حيث تجاوزه لعيوب وعاهات القيادة السابقة، والتخلص من آثارها، وثانياً: من حيث عمله كفريق واحد في إنجاز المهام الموكلة له، وتحقيق الآمال المعلقة عليه، وهي كبيرة في كل حال.