"محمد العماد" وعبر صفحته الموبوءة بالكراهية، يدعو ليلة أمس، إلى اعتقال جميع المعارضين السياسيين ومنتقدي الفساد المتواجدين في صنعاء! كحالة متقدمة من الوشاية والتنطع ورغبة الانتقام.
حالة مرضية لم تحدث قط عبر تاريخنا اليمني وفتراته الماضية والحالية والقادمة، ولكنها اليوم على ما يبدو نوع من النكاية والأنانية والخبث والمكر والاتهام والتشكيك، بغرض النيّل من بقايا أصوات الشعب المكملة للعملية السياسية في مواجهة الواقع الفاسد والمتطرف بشكله الديني المنغلق.
محمد العماد صوت مسيء للإعلام والصحافة، وشخصية تبث الفتنة والكراهية والمغالاة بالتخوين المتعمد في الوسط السياسي والنخبويي، وانتمائه لأي سلطة يجعل منها شكلًا رديئًا ووضيعًا ومكروهًا في الثنايا الشعبوية والمجتمعية.
العماد وعبر مملكته الإعلامية يحاول منذ سنوات إزاحة من تبقى في صنعاء عن واجهة الناس وتصدر قضاياهم، بأساليب لا تتجاوز النذالة والتخوين والمرض السيكولوجي المؤثر جدًا على أصحاب النفوس المغرضة والمريضة.
هذا الرجل ومنذ يومين يعيش حالة جنونية من الخوف والهذيان والتوجس، خصوصًا بعد إقالة عبدربه منصور هادي عن رئاسة الشرعية، وهو والد الرجل الذي يموّل قناته الفضائية منذ سنوات.
هذه المعلومة بحسب صحفيين سابقين، ووفقًا لتسريبات يتم تأكيدها بين فترة وأخرى.
جلال هادي، أو المموّل الفعلي لمحمد العماد سيكون مع قادم الأيام والأعوام بلا سلطة وبلا فخامة وبلا موارد ضخمة، ليستمر تمويله لقناة الهوية الفضائية، وهو بحق أمر يبعث الجنون في رأس كل مجنون.
ولكن وبدون الاهتمام كثيرًا لشخصية أي معتوه دعوني أخبركم شيئًا عن أصوات السياسيين والمثقفين المتواجدين في صنعاء، خصوصًا وموجة التخوين والمصالح والتشكيك والتهديد على أوجها.
عن أرقى المناضلين الباقين في بيوتهم وبين عيالهم، عن الصادقين والمرتبطين بقضايا شعبهم ومجتمعهم، ومع كل المغريات والعروضات لم يختاروا ذواتهم وأبناءهم، ولم يفضلوا النجاة بأنفسهم من مغبة ما صنعه المتحاربون بالوطن.
النضال الحقيقي لا يأتي عبر التمويل من الخارج، كما يفعل العماد، والكفاح ضد الاستبداد ينبثق دائمًا من رحم الواقع ومجتمع المضطهدين، ما سوى هذا مغالاة في التنميق الكاذب للذات المهزومة، وتكريس برجماتي مبتذل لطموحاتهم المستقبلية.
المغزى الحقيقي للنضال السياسي أو التقدم الشجاع لمواجهة العواقب والتهديدات يتشكل بفاعلية حينما يكون الفعل قادمًا من الوسط الشعبي، من الداخل، من بين الجماهير ومجتمع المسحوقين والمحاصرين، بجراءة وحماسة وشجاعة لا تتكرر، وتمثيل الناس المنتظرة لمن يتقدمها ويتصدر مواقفها، هو الضمير الباقي، وهو القول الصادق، وهو الشجاعة المنعدمة، وهو الجهاد العظيم، وهو الحرية الاستثنائية، وهو ما لا يعلم عنه العماد شيئًا، وما لا يمكنه تذوقه طيلة حياتة!
محمد العماد سبق وأن هددني ذات يوم، لكنه شكل عاجز عن كل معاني الأخلاق والمروءة، وتنطع سافر وطريقة جبانة لم تعد تخيف الآخرين، ومع هذا كله عليه أن يتذكر بأن الناس يعرفون جيدًا من هم الأبواق الخسيسة، ومن هي الأصوات الباثة للكراهية والحقد والفتنة بين فئات الشعب وتشكيلاته المختلفة، هؤلاء جميعًا مع بقية المتسلطين والموبوئين والمخونين لأصدقائهم وأقرانهم يذهبون للنسيان دائمًا، وعاقبتهم مزرية، وصفحات أسمائهم ملطخة بالكثير من العار.
وسيأتي يوم قادم يتساءل فيه الناس قائلين: هل تعرفون اليوم واحدًا من أولئك المعتوهين؟ سيجيب الجميع بصوتهم الشعبي الواحد: كلا، كلا، لقد طمسهم الشعب من خيالاتهم وعقولهم وذاكرتهم، ولم يبقَ من أشكالهم شيئًا سوى العار والنذالة والكثير من الفتنة والخيانة وتهديد الأبرياء.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك