رأفت علي الأكحلي

رأفت علي الأكحلي

تابعنى على

تطورات الهدنة خلال أسبوع

Monday 11 April 2022 الساعة 12:25 pm

دخلنا في الأسبوع الثاني من الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي في 1 أبريل.

 وانهيار هذه الهدن هو المتوقع عادة إلا في حالة تكثيف الجهود بشكل كبير لحمايتها من الانهيار.

 وفي ظل الاتهامات المتبادلة من الأطراف حول خرق البنود المختلفة للهدنة، رأيت أن أشارككم بتحليلي الشخصي حول عدد من النقاط المتعلقة بالهدنة:

1- تبادلت الأطراف الاتهامات بخرق الهدنة العسكرية إما بتبادل إطلاق النار على بعض المواقع في الجبهات أو بالتحشيد العسكري أو بإطلاق القذائف على المدن… إلخ. 

والنقطة المهمة هنا هو ما نصت عليه تفاصيل الهدنة، وفي الجانب العسكري فقد نصت الهدنة على وقف "العمليات الهجومية" وتجميد المواقع العسكرية على الأرض على ما هي عليه وقت إعلان الهدنة. 

وبالتالي العديد مما قد يعتبره البعض "خروقات" قد لا تشكل عمليات هجومية أو تغييرا لخطوط السيطرة والمواقع العسكرية. والأهم هنا هو تشكيل اللجنة العسكرية من ممثلي الطرفين لدعم الالتزام بالهدنة، علماً بأن الأمم المتحدة لن تشكل آليات رقابة مستقلة وإنما ستدعم التنسيق المطلوب بين الأطراف لتنفيذ الهدنة. 

وللأسف لم تتشكل هذه اللجنة العسكرية بعد ولم تلتق للاتفاق على كيفية ممارسة عملها، وهنا أتمنى أن يسرع المعنيون بتسمية ممثليهم لهذه اللجنة والعمل مع المبعوث على ترتيب اجتماعاتها في أسرع وقت.

2- أما بالنسبة لدخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة فقد نصت الهدنة على دخول 18 سفينة مشتقات خلال فترة الشهرين إلى ميناء الحديدة. وقد بادرت الحكومة بالسماح بدخول سفينتين حتى قبل صدور إعلان الهدنة من قبل الأمم المتحدة (وقد يؤدي هذا إلى تساؤلات في الفترة المقبلة حول ما إذا كانت هاتان السفينتان من ضمن ال 18 سفينة أم بالإضافة إلى ال 18 سفينة).

 تشير التصريحات الصادرة من قبل شركة النفط في صنعاء وبعض القيادات في صنعاء إلى أنهم قد فهموا أو افترضوا أن هذا البند من الهدنة سيلغي شرط الحصول على تصريح من قبل الحكومة والتحالف لأي سفينة مشتقات قبل دخولها إلى ميناء الحديدة، وأن السفن ستتوجه مباشرة بعد حصولها على موافقة آلية الأمم المتحدة للفحص والمعاينة المعروفة بال أونفيم (UNVIM) إلى ميناء الحديدة، وبالتالي صدرت العديد من بيانات التنديد باستمرار توجه السفن إلى منطقة الاحتجاز وانتظارها لتصريح الحكومة والتحالف.

 إلا أنه لا يبدو لي أن هذا الافتراض صحيح أو واقعي بحسب المعلن فالبنود المذكورة في الهدنة تتحدث عن السماح بدخول 18 سفينة وليس عن إلغاء الحصول على تصريح الدخول.  

ليس من الواضح ما إذا كانت ال 18 سفينة خلال الشهرين تعني السماح بمعدل سفينتين في الأسبوع بالدخول إلى الحديدة، أم أنه من الممكن السماح بدخول عدد غير محدود من السفن في الفترة الأولى من الهدنة، إلا أنه من المرجح من وجهة نظري أن الحكومة ستعتبره بمعدل سفينتين حتى يتزامن هذا الإجراء مع استمرار الهدنة العسكرية.

وعليه فقد كانت هناك أربع سفن في منطقة الاحتجاز قبل إعلان الهدنة، وسمحت الحكومة كما ذكرت أعلاه لسفينتين بالدخول قبل إعلان الهدنة. 

وأثيرت ضجة كبيرة حول استمرار بقاء السفينتين الأخريين في منطقة الاحتجاز، فقامت الحكومة بالسماح بعد أيام من الهدنة بدخول السفينتين الأخريين ليرتفع عدد السفن المصرح بدخولها إلى أربع سفن.

بالإضافة إلى هذه الأربع السفن وصلت سفينتان إضافيتان بعد إعلان الهدنة وحصلتا على تصريح ال أونفيم وتوجهتا إلى منطقة الاحتجاز لانتظار الحصول على موافقة الحكومة، وأصدرت شركة النفط في صنعاء عددا من التصريحات المنددة واعتبرت بعض القيادات أن استمرار توجه السفن لمنطقة الاحتجاز يعتبر خرقا للهدنة، فيما يتوقع أن تمضي الإجراءات ويتم التصريح بدخول السفينتين قريباً. 

المهم في هذه النقطة من إجراءات الهدنة والمتعلقة بدخول سفن المشتقات هو إدارة التوقعات بشكل متوازن والأهم هو استمرار تدفق شحنات الوقود بشكل منتظم خلال فترة الهدنة.

3- بخصوص مطار صنعاء، فتعتبر الموافقة على فتحه خطوة مهمة إلا أن المطلعين كانوا على علم بأن وصول/مغادرة أول رحلة من مطار صنعاء بعد الإعلان سيأخذ بعض الوقت وليس كما انتشرت بعض الإشاعات أنه سيتم خلال كم يوم.

هناك عدد من الإجراءات الرئيسية التي يجب أن تتم: مثل موافقة الدول التي ستصل إليها الرحلات على فتح الخط الواصل إليها (الأردن ومصر) وهذا يتطلب مخاطبة رسمية من جهة الحكومة وكذلك موافقة رسمية من هذه الدول التي قد يكون لديها مخاوف أمنية أو متطلبات محددة، وقيام طيران اليمنية بالإجراءات اللازمة لتوفير الطائرات للرحلات المعلن عنها، وهذا يعني تحويل جداول بعض الرحلات من عدن وسيئون أو استئجار طيارات جديدة… إلخ، والتأكد من جاهزية المطار لاستقبال الرحلات من ناحية المدرج والبرج… إلخ، والاتفاق على إجراءات السفر من جوازات ورفع الكشوفات وإدارة المطار كما هو معمول به في المطارات الأخرى عدن وسيئون. 

هذه الإجراءات وغيرها تتطلب عملا مكثفا من لجان مشتركة للوصول إلى أول رحلة، وأتوقع إذا خلصت النيات أن تنتهي هذه الخطوات والإجراءات خلال فترة قصيرة.

4- بخصوص فتح الطرقات في تعز، فالخطوة الأولى تتمثل في دعوة المبعوث للطرفين لتسمية ممثليهم لعقد اجتماع للاتفاق حول فتح الطرقات في تعز. وأعتقد أن هذه الخطوة قد تمت وأتمنى ألا يكون هناك أي تأخير في تسمية الممثلين، وأن تكون هناك جدية في موضوع فتح الطرقات في تعز على الأقل بداية بطريق واحد يسهل حركة المواطنين والبضائع إلى داخل المدينة.

في الأخير يجب علينا جميعاً كل من موقعه أن يدعم استمرار هذه الهدنة وتطبيق بنودها، فهي فرصة نادرة جاءت بعد فشل التوصل لأي اتفاقات لأكثر من ثلاث سنوات، وفيها تخفيف كبير لمعاناة الناس وليس من مصلحة أحد أن تفشل هذه الهدنة.

فإن شاء الله تستمر ويكون شهر رمضان شهر تثبيت الهدنة والمضي في تنفيذها وتكون بداية لهدنة أطول ومدخلا للسلام الحقيقي في اليمن.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك